الأولى- صنعاء: أصدر رجل الدين فضل عبدالله مُراد، الذي يوصف بمستشار ومفتي ما يسمى ب"أنصار الثورة"، بوجوب رفع خيام ساحات الثورة المنتشرة بعموم الجمهورية، معللاً ذلك باعتباره "دفعاً للضرر، والضرر واجب الدفع في الشرع بإجماع، ولغلبة مفاسد بقائها على المصالح العامة والخاصة"، معتبراً أن من بقي فيها "فهو آثم لأنه لا معنى لبقائه سوى الإيذاء مع عدم وجود مفسدة أكبر تستدعي البقاء". وقال مراد في فتواه، التي نشرها على شكل مقال في صحيفة اللواء علي محسن الأحمر "أخبار اليوم"، إن "جواز بقاء الساحات بعد التوقيع على المبادرة ضعفت من جهة أخرى، ثم توالى الضعف، فارتفعت اللجنة الإعلامية, وانتهت الصلوات الخمس في الساحات وانقطع الأذان، الذي كان يجمع الجميع، ويرفع من أول الساحة إلى آخرها، وترى في الأوقات الخمسة الثوار راكعين ساجدين"، مشيراً إلى "عِظم الضرر على أهل الأحياء في الساحة والتجار والساكنين والمارة, فتضرروا لطول هذه المدة في دينهم وأموالهم ومساكنهم وأعراضهم تضرراً فاحشاً، وقد أجمع العلماء في مشارق الأرض ومغاربها على وجوب دفع الضرر الفاحش..". واستعرض في الفتوى نزول الثوار إلى الساحات قائلاً بأنه كان نزولاً شعبياً عاماً، لدفع المنكرات وتغيير الفساد العام، مشيراً إلى أن الفتاوى والأبحاث صدرت "بجواز نصب الخيام تقديما لدفع المفسدة الكبرى على الصغرى، مع إمكان تعويض المتضررين، لأن القاعدة القطعية المقررة هي "لا ضرر ولا ضرار"..". واعتبر مراد أن الساحة "بدأت منذ ذلك الحين بالتفكك السلمي، وانتقضت عروة عروة، فضعف أول مقاصدها، وهو البقاء لإزالة الرئيس السابق، ثم أخذ مجلسها الوطني المزور نصف الحكومة الوفاقية.."، معتبراً أن المبادرة الخليجية أصبحت "واجبة أن نأخذ بها؛ لأنها مصالحة مأمور بها بعموم "وأصلحوا ذات بينكم"، والأمر في جميع المذاهب الأربعة والزيدية والظاهرية للوجوب، واشتد وجوبها لما حصل التوقيع عليها، لأنها أصبحت وثيقة عهد ووفاق وعقد، إضافة إلى كونها مصالحة، وهذه الأمور من أوثق وأكبر ما يجب الوفاء به في الشرع"، مؤكداً أن "المبادرة هي الحاسمة, لأنها عهد وميثاق ومصالحة وعقد، وهذه الأمور توجب الالتزام شرعاً". وختم مراد فتواه بالقول: "ولي فتوى أخرى ستصدر في حكم بقاء الصلاة للجمعة في الساحات حتى الآن، وأنا في بحث متروٍّ"، حسب تعبيره. وعرف مراد في بيان الفتوى الذي عنونه بعبارة "الآن.. بقاء الساحات منكر"، بصفته "أستاذ مقاصد الشريعة والفقه وأصوله وقواعده، وعضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ومستشار ومفتي أنصار الثورة السلمية في اليمن". واحتفت وسائل إعلام اللواء محسن والتجمع اليمني للإصلاح، خلال السنتين الماضيتين، بخطابات وفتاوى فضل مراد المناصرة ل"الثورة".