"سر المعبد" كتاب ل "ثروت الخرباوي"- القيادي السابق بجماعة الإخوان المسلمين كشف المحامي ثروت الخرباوي في كتابه (سر المعبد) كيف تسلل الإخوان المسلمون إلى المؤسسة القضائية، وكيف جندوا عددا من القضاة ووكلاء النيابة .. ما يسجله ثروت الخرباوي بالغ الأهمية في هذه المرحلة، لأنه يكشف السبب الحقيقي عن انشقاق بعض القضاة عن وحدة صف القضاة. واشتراكهم في التغطية على الاستفتاء الديكتاتوري الذي يطرحه الرئيس محمد مرسي يوم 15 ديسمبر .. إن ما يجري الآن طبيعي جدا . ليس هذا انشقاقا في الرأي داخل المؤسسة القضائية . ولكنه انشقاق القضاة التابعين للإخوان المسلمين ضد القضاة الذين يدافعون عن استقلال المؤسسة القضائية.. يقول ثروت الخرباوي: كان عجبي وقتها كبيراً أن أجد أحد رؤساء نيابة أمن الدولة الكبار متعاطفاً مع الإخوان إلى حد أن يبدي لنا خيبة أمله لأنه لا يستطيع أن يفعل شيئاً حيال قرار حبس الإخوان احتياطياً على ذمة التحقيق، وفيما بعد زال عجبي عندما كنا وبعض الإخوان في رحلة صيفية إلى الاسكندرية، وفى نادي الأطباء بمنطقة " سابا باشا " تقابلنا مع الحاج جمعة أمين عضو مكتب الإرشاد والذي يطلق عليه في الإخوان " الحارس الأمين على الأصول العشرين". وجرنا الحديث عن القضايا العسكرية التي بدأ النظام يواجه الإخوان بها إلى الحديث عن تحقيقات نيابة أمن الدولة التي تجريها مع الإخوان وقرارات الحبس " سابقة التجهيز " حينها قال احد الإخوة للحاج جمعة : هؤلاء هم طواغيت هذا الزمان . فقال له الحاج جمعة بصوت تعمد أن يكون خافتاً وكأنه يدلى سراً خطيراً: ليسوا جميعاً، فالله قد هدى البعض . قال أخ من إخوان الإسكندرية اسمه المهندس " علي " كان يعمل موظفاً فى إحدى النقابات : هل أسلم بعضهم؟ ارتسمت على وجهي ابتسامة واسعة وأنا أتذكر تلك الأحداث وأسترجع ذلك اللقاء، فقد أيقنت بعد كلمة الأخ على الغريبة على مسامعي أنني لو نظرت إلى وجهي في المرآة لوجدت عيوني قد أصبحت مثل علامة التعجب من فرط اندهاشى وانشداهي، حتى إنني ضحكت وقتها أمام الجالسين من كلمة الأخ علي، أيعقل أن يكون أحد الأخوة يتحدث عن مسلمين مثلنا فيقول عنهم : هل أسلموا؟! لا تؤاخذوني يا جماعة فقد تذكرت فيلم " فجر الإسلام " عندما قال الممثل الذي أدى الدور وهو يكسر الأصنام " شلت يدي " ففرح الكفار، ففاجأهم وهو يغيظهم " إنها سليمة " . لم يأبه الحاج جمعة أمين لضحكتي وقال، وصوته يزداد خفوتاً: عندكم عبد المنعم الحلواني رئيس نيابة أمن الدولة، لقد عقدت معه صداقة قوية واستضفته في بيتي أياماً عندما جاء إلى الاسكندرية هذا الصيف، وشرحت له الأصوات العشرين للإمام الشهيد حسن البنا، وقد اقتنع تماماً بدعوة الإخوان، وقد أوصلته إلى بعض الإخوة ليتابعوا معه. وأيضاً إخواننا في القضاء " بيشتغلوا دلوقت على مستشار اسمه الخضيري " وأخونا المستشار مصطفى الشقيري ربنا يكرمه هل تعرفونه ؟ فقلت له: نعم أعرفه فقد كان معي في شعبة الزيتون وانتقل معي لإحدى شعب مدينة نصر. فأكمل جمعة أمين حكايته وقال: مصطفى الشقيري عامل شغل كويس مع القضاة . قال الأخ المهندس علي الذي سأل " هل أسلم بعضهم " : أنا أعرف أن الأخ الدكتور سعد زغلول العشماوي هو ابن عم وكيل نيابة اسمه أشرف العشماوي وأنه عامل معاه شغل. توالت الصور والأحداث على ذاكرتي وكأنني أشاهدها شاخصة أمام بصري، وكانت الصورة التي تذكرتها وجعلتنى أهب واقفاً، صورة الحاج جمعة وأنا أصطحبه في سيارتى لأوصله لبيته وكان معنا في السيارة أخ من إخوان الإسكندرية أذكر أن اسمه جمال عبد المنعم، وإذ أردت أن أقطع الصمت الذي ساد بيننا في السيارة فسألت الحاج جمعة : ولكن ليس بالقضاء فقط نستطيع أن نصل للتكمين. فرد الحاج جمعة بثقة : نحن ننشئ يا أخي مدارس نربى فيها الجيل الجديد. فقلت له : ولكن هذا أيضاً لا يكفي. فرد بثقة : بلاش طمع ، اعتبر أنني لم أقل لك إننا وصلنا بالفعل إلى الجيش. فهتفت وأنا أقول له بدهشة : هل لنا نشاط في الجيش؟ فرد قائلاً : أنا لم أقل شيئاً، افهمها كما تريد. *** المؤلف في سطور ثروت الخرباوي: محام مصري وأحد أعضاء نقابة المحامين في مصر وقيادي بارز سابق في جماعة الإخوان المسلمين في مصر. ولد في محافظة الشرقية عام 1957، بدأ حياته السياسية عضواً بحزب الوفد، ثم نقل نشاطه السياسي بانضمامه لجماعة الإخوان المسلمين. ثم انشق عنها لأسباب يمكن ان تعرفها من الكتاب.