سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
النائب العام المصري يأمر بضبط (شعبان) صاحب فتوى إهدار دم قيادات جبهة الإنقاذ فيما اتهم الخرباوي جماعة الإخوان المسلمين بممارسة الإقصاء الدموي على طريق أخونة الدولة
قرر النائب العام، المستشار طلعت عبد الله، ضبط وإحضار الشيخ محمود شعبان، الداعية السلفي، للتحقيق معه بالمكتب الفني للنائب العام أمام المستشار مصطفى دويدار، عضو المكتب، على خلفية الاتهامات الموجهة إليه بالتحريض على قتل أعضاء جبهة الإنقاذ الوطني من خلال فتوى أطلقها عبر إحدى القنوات الفضائية الدينية بجواز إهدار دم وقتل أعضاء جبهة الإنقاذ. وقال مصدر قضائي بمكتب النائب العام إنه بموجب القرار كلف النائب العام بالقبض على الشيخ محمود شعبان وإحضاره إلى مقر التحقيق بدار القضاء العالي لمواجهته بما نسب إليه من اتهامات وسماع أقواله فيها والتحقيق معه بشأنها. وكان النائب العام، المستشار طلعت عبد الله، تلقى العديد من البلاغات تطالب بالتحقيق في واقعة قيام شعبان بإطلاق فتوى على الهواء مباشرة من خلال أحد البرامج التليفزيونية تفيد إهدار دم أعضاء جبهة الإنقاذ وجواز قتلهم. وأحال النائب العام تلك البلاغات إلى نيابة أمن الدولة العليا بإشراف المستشار هشام القرموطي للتحقيق واتخاذ الإجراءات القانونية بالتنسيق مع المكتب الفني للنائب العام. جدير بالذكر أن الفتوى خلفت ردود أفعال صاخبة لدى جميع الأوساط السياسية والدينية في مصر، حيث تزامنت مع واقعة اغتيال المعارض التونسي الشهير، شكري بلعيد بعد صدور فتوى مماثلة من أحد شيوخ الاسلام السياسي في جنوبتونس ، وما تردد عن تورط فصائل سياسية تابعة لتيارات إسلامية متشددة في الحادث وإمكانية تكرار الحادث في مصر باغتيال شخصيات معارضة. الى ذلك قال القيادي الإخواني السابق ثروت الخرباوي إن جماعة الإخوان المسلمين ستنزل عن كرسي الحكم شاءت أم أبت، مؤكدا أن إرادة الله والشعب الذى سيضحي بكل التكاليف لاسترداد مصر فوق إرادة الجماعة التى تسير عكس حركة التاريخ وعكس طموحات الشعب، لأن الجماعة بارعة فى إقامة التنظيمات، وفى اختراق المؤسسات كالشرطة حتى تدافع عنها، وتعمل لحسابها، لكنها لا تفكر فى فعاليات إقامة دولة وليس لديهم القدرة على ذلك. وأشار الخرباوى فى حديث مع الإعلامي طارق الشامي على قناة "الحرة" إلى أن جماعة الإخوان تريد أن تجعل من أفكارها أفكار المجتمع، وفهمها الخاص للنصوص وللشريعة الاسلامية هو فهم المجتمع، وأن تصبغ المجتمع بلونها الإخواني، ولهذا يسعون لاختراق وأخونة مؤسسات الدولة لكن المؤسسات السيادية عصية على الاختراق كالمؤسسة الثقافية والعسكرية والقضاء. وأوضح مؤلف كتاب "سر المعبد" الحائز على جائزة أفضل كتاب سياسي من معرض القاهرة الدولى للكتاب أن سيناريو اغتيال السياسي التونسي "شكري بلعيد" هو فى الحقيقة تكرار لما حدث فى مصر من اغتيال الشيخ عماد عفت والصحفي الحسيني أبو ضيف، باستهدافهما بأعيرة نارية مباشرة، وأن تلك التصفية الجسدية يمكن أن تنتقل لمستوى أكبر فى ظل الفتاوى التى تصدر الآن مثل فتوى الشيخ وجدي غنيم، وهو من الإخوان المؤثرين فى العمل الدعوي، ما يجعل أى منتسب للإخوان يرتكب أشياء مجنونة، ثم يخرجون علينا ليقولوا "ليسوا إخوانا وليسوا مسلمين" مثلما فعل حسن البنا من قبل، ومثلما فعل حزب النهضة الإخوانى فى تونس بعد اغتيال بلعيد. وردا على سؤال للإعلامي طارق الشامى فى برنامج "حوار القاهرة" حول تغير الجماعة بعد وصولها إلى الحكم، استبعد ثروت الخرباوى ذلك قائلا إن ذلك قد يحدث فى أجواء أخرى، وليس وسط فريق من الكهنة والسدنة الراغبين فى الحفاظ على التنظيم حتى لو أقيمت دولة الخلافة، مضيفا أن محمد مرسي وخيرت الشاطر ومحمد بديع ومحمود عزت هم كهنة المعبد المنتمون إلى التيار القطبي الذين أعادهم إلى مصر المرشد الراحل مصطفى مشهور بعد رحيل عمر التلمساني، وأطلق يدهم فى الجماعة بما يحملونه من فكر تكفيرى يؤمن بأن المجتمع خارج الحركة الإسلامية هو مجتمع من الكفار الجاهليين. وأضاف الخرباوى أن الإخوان مازالوا تنظيما سريا يرتدي طاقية الإخفاء، ومصر تدار بواسطتهم، وليس عبر الرئيس مرسى الذى قالوا هم وقت ترشيحه أنه لن يكون الرئيس الفرد، وإنما رئيس تقف خلفه مؤسسة. ورداً على سؤال حول قبوله الانضمام إلى الجماعة ثم انشقاقه عنها بعد ذلك، أجاب أنه انضم فى نهاية السبعينيات فى عهد التلمساني، وكان العمل الدعوي هو المسيطر على الجماعة، وقال: "دخلت جماعة الإخوان المسلمين وخرجت من جماعة للتكفير والهجرة"، مشيرا إلى أنه يوجه انتقاداته للجماعة منذ عام 2002 وليس الآن، وأنه اختار اسم "سر المعبد" لكتابه الأخير لأن التنظيم تحول من وسيلة للدعوة والتواصل لمثابة "معبد" يعد انضمام المسلم إليه فريضة عند الإخوان كي يكتمل إسلامه، وبما أن الإسلام دين شامل، فلابد أن تكون الجماعة التى تعبر عنه شاملة، والجماعة هى جماعة الإخوان وليس أية جماعة أخرى. وأضاف أن فريقا من التيار السلفي أدرك أن الإخوان يستغلونهم، لكن الجماعة تضع فريقا آخر تحت أكمامها تتواءم معه بنظرية المصلحة، وسوف يكتشف الجميع أن الإخوان "باعوا لهم الترماي والعتبة"، مشيرا إلى أن حازم صلاح أبو إسماعيل هو من الإخوان، ولم يتركهم، ويعمل فى إطار لعبة تقسيم الأدوار، أما عبد المنعم أبو الفتوح فقد خرج فعليا من الجماعة، ولا يعمل لصالحهم.