خلال الخمس السنوات الأخيرة خسر الإصلاح ما ظل يبنيه طيلة خمسين سنة فائتة، تركة سياسية كبيرة جدًا. لا أحد ينكر بأن الإصلاح وصل جغرافيًا لمعظم تفاصيل البلاد اليمنية، وتوسع تنظيميًا إلى ما لا يمكن تخيله، لكنه اليوم يبدو هزيلًا شريدًا قد شاخ به الزمن والمتغيرات.
لم يكن الأمر ظلمًا سياسيًا أو مؤامرات إقليمية مؤكدة، بقدر ما هي نتيجة حتمية للشيخوخة السياسية التي حالت دون بروز وجوه جديدة وأفكار جديدة وأشكال سياسية تتكيف مع الواقع العام للتناقض السياسي الحاصل في البلد..
لا يجدر بالإصلاح اليوم الاحتفال بذكرى تأسيسه خصوصًا والخيبة العامة تنخر في نتائجه المجتمعية على المستوى الشعبي للوطن.
لم يعد للإصلاح أي حضور في التنوع السياسي للمجتمع اليمني ك منظومة شعبية بالملايين، هذه حقيقة، وقناعاته لم تعد مؤكدة قطعيًا حتى في نفوس من لا يزالون يعتقدون بأنهم إصلاحيون بحكم الجغرافيا والمعاش.
لم يعد للإصلاح أي حضور حقيقي سوى في منطقتين جغرافيتين غير مستقرتين، منطقتين يبدو فيهما الحزب في أسوأ حالاته التاريخية..
لهذا، لا خيار آخر لتجمع الإصلاح سوى "الحل" وإعادة التشكل ومحاولة الظهور بوجوه جديدة ومصطلحات جديدة وفكر خال كليًا من الأساسات الدينية المتحدثة باسم الله.
يستطيع الإصلاح حقًا إعادة احتواء تركته السياسية المتروكة بلا حامل سياسي لو أعاد التشكل بجدية، لو تحول لكيان له وجه آخر وشكل آخر، لكنه سينحدر حتميًا للنهاية الأخيرة والمصير الأسوأ لو أصر على قناعته الهشة بأنه ما زال حزبًا مؤثرًا في الواقع السياسي للجمهورية اليمنية بشكل عام.