في ظاهرة غريبة وعجيبة لم تقم بها أي حكومة في العالم تجاه طلابها المبتعثين للدراسة في الخارج، يحدث للطلاب اليمنيين المبتعثين أن تتوقف منحهم الدراسية ويطردوا من الجامعات لعدم تسديد رسوم المقاعد، ناهيك عن توقف منحة الطالب المالية الخاصة بقوت يومه! في ماليزيا هتف الطلاب المبتعثون أمام مبنى السفارة اليمنية: إننا نموت جوعا ونطرد كل يوم من قاعات الدراسة، إننا نشعر بالخجل يا دولة رئيس الوزراء. أما تخجل ونحن نظهر بمظهر مزر ومخجل أمام زملائنا المبتعثين من دول العالم، وهم يشاهدون طلاب بلدك يطردون ويمنعون من دخول المحاضرات والجوع يطاردهم في ظل انقطاع مستحقاتهم لأشهر طويلة؟! هل تشعر بأنك رئيس حكومة لها قيمتها وتشعر بمسؤوليتها، ونحن طلاب بلدك كل يوم نعتصم في دولة تحيط بهم شرطة مكافحة الشغب؟! كيف شعور حكومتك وهي تظهر الطالب اليمني بمثل هكذا صورة مخجلة ومخزية لليمن وشعبه وحكومته، أمام زملائهم من الأجانب؟! نعم.. أدرك حجم الخجل لكل يمني يشاهد ما وصل إليه اليمني المبتعث للدراسة في الدول الصديقة والشقيقة، وهو ما نجده من عيون شعوب تلك الدول وهم يرون طلاب اليمن أشبه بالمشردين المنكوبين، في ظل حكومة رئيسها لا يهتم لشكل حكومته ومكانة بلده أمام العالم، بقدر اهتمامه بالمحسوبية والمنسوبية وتجميع الأموال. بات وضع الطلاب والطالبات المبتعثين يدمي القلب، في ظل حالة قاسية ومريرة وضعتهم بها حكومة معين؛ تلك الحكومة التي قال عنها رئيسها في عدة لقاءات تليفزيونية، ردا على القنوات، بأن السر في استمرارها أطول من غيرها يأتي من الخدمات التي تقدمها للمواطن! متجاهلا معين عبد الملك ووزير التعليم العالي أن الإنجازات صفر، فهي حكومة الصفر. وإنجازها أنها تصعد سريعا باتجاه السالب؛ فكيف تتحدث عن إنجازات وتريد المشاهد تصديقك، وطالب بلدك يخرج كل يوم وفي كل دولة يرفع لافتة مطالبا بمنحته وتسديد رسوم مقعده الدراسي؟ يكفي إهانات وإذلال للطلاب المبتعثين بالخارج، يكفي دعايات بقيام حكومتك بخدمات لم تقدمها الحكومات السابقة، والواقع يكذب كل الخطابات. فالحكومة التي لا تهتم بمظهر بلدها أمام الشعوب والجامعات التي باتت تقوم بطبع تنويهات بالفصل والحرمان من الدراسة، وربما لم تقم تلك الجامعات بطرد طلاب أو بمطالبتهم بكتابة تعهدات سوى اليمنيين. وحده الطالب اليمني من يعيش الجوع والحرمان، وحده الطالب اليمني من يطرد من قاعات الامتحان لعدم تسديد رسوم المقاعد، وقدره أنه طالب صادفت دراسته في ظل حكومتك.
