(خط المنتصف) (انضمام اليمن لمنظمة الجات) فكرة مبهرة بعض الشيء، وجلبها في لحظة زمنية كالتي نعيش أشبه باستعراض بليد لا يهتم لمرحلة صاخبة تمر بها البلاد بكل ما فيها من كوارث انتقالية، وكأنك كيمني رهينة لكل ما يخطر ببال وزير بعينه، تتعثر أعصابه الدماغية فتنعكس حماقاته وإخفاقاته الهائلة عليك، هكذا بكل سذاجة يمضي في فعل ما يريد ليصنع لحضوره الباهت وهجاً مزيفاً ينقذه من وطأة الفشل ويقدمه للناس بطريقة أفضل وهو يخطئ الحسبة في كل مرة. توقيتك معالي وزير الصناعة وإصرارك عليه غير بريء البتة، ولا يصلح حتى للاستعراض، أقدر شعورك اللاهث خلف التلميع سيما ونحن نتصفح عجزك المدجج بلا خجل حيال الأدوية والسلع المهربة، حري بك أن تتدبر أمر الطريقة البدائية التي تدير بها التجارة، تجارتنا بلا ضمانات ولا دولة، لم نكتشف أثراً لنجاح ما بإمكانه أن يبدد الخيبة الهائلة بك، خيبة تتجلى في مبنى وزارتك وهو خاوٍ على عروشه تسكنه الأشباح، ولو أنك تفرغت للاهتمام به لأنجزته مبكراً ولكان خيراً من أن تأتينا باتفاقية الجات وتجبرنا على وضع علامات استفهام طويلة أمام حيثيات يشوبها الغموض. نشعر بالامتعاض تجاه تهريج كئيب نمسي ونصبح عليه وأنت اليوم تفاقم فداحة فشل مليء بتهويمات حمقاء يدفع ثمنها الباهظ الاقتصاد الوطني برمته (حسب خبراء اقتصاد)، تبدو غير مدرك لجسامة ما تفعل وأنت تعرض الاتصالات اليمنية كثروة هي كل ما تبقى للشعب إلى التبديد والبعثرة، وتتخطى مستقبلاً مجهولاً يتربص بعشرين ألف عامل ينزفون عرقاً في ميناء عدن والمصانع الوطنية، هم الآن يقفون عند آخر نقطة من البناء والتشييد الذين أفنوا حياتهم لأجله، وأنت الآن تمضي في غطرستك بدأب دون أن تعيرهم اهتماماً، أظنهم أبلغ من جزيئاتك التي تتحدث عنها باستخفاف كما لو أنهم قطيع من قطعانك. أتمنى أن تكون مسترخياً معالي الوزير وأنت تسمع مني ذلك..! عُد باتفاقياتك من حيث أتيت بها إلى أن تنتهي أنت وحكومتك أولاً من تنفيذ مهامك جيداً، وحتى نستعيد نحن الثقة في بلد منهك لا يحتمل إخفاقات وكوارث إضافية.. تحمس كعادتك وتدبر الأمر.. إلا إذا كنت تتعطش لثورة جديدة. [email protected] * أسبوعية "المنتصف"