(خط المنتصف)* ليس بإمكان أحد أن يتخلى عن وجوده ويبقى بلا وطن! لم نعد قادرين على احتمال المزيد من نزق الساسة وترهاتهم، وليس بوسعنا أن نكره هذا الوطن، ونتخلص من ورطة العيش وسط أشباح الساسة، ثمة من ينازعك الهوية ويستميت في تقسيم الأرض والإنسان، هذا يفجّر أنابيب النفط وذاك يعطل الاتصالات وشبكة الكابلات النحاسية، وآخر يحكم على البلاد بالعيش تحت جبروت الظلام. انهيار الدولة على هذا النحو مقرف، رئيس معذور محير بفشله وتردده وصمته وضعفه وخضوعه، رائحة فشل كريهة تخترقك وتزيد من كرهك لرئيس وزراء يمضي في التفريط بمسؤولياته وبيع البلاد بالجملة والتجزئة بلا تورع، انتهى بكاؤه وهاهو الآن متفرغ للتقاسم وتسجيل أرقام قياسية في الفشل حتى تعب اليمنيون من تعبهم. أنت تعيش في بلد قرار بنعمر فيه أقوى وأسبق من قرار الرئيس هادي وإرادته، إنه الرجل الذي منحك الحياة وأشهر للعالم هويتك التي لا يعرفها أحد (بحسب تقرير المونيتر الأمريكي)، لست أكره الرجل ولا أحبه أيضاً ولا أدري كيف أقحمته هنا، غير أننا من صنعه ومكّنه من كل شيء، لقد تجاهلنا حقيقة استماتته لإنجاح مهمته الأممية التي قد تؤهله للتغزل بمنصب الأمين العام للأمم المتحدة، هذا كل ما يعنيه حقاً. لا أدري كيف بإمكانك التباهي بوطن تسلم مصيره رجل تم تصديره دولياً، يقرر ما يشاء وإن كان غير مؤهل لتحديد واختيار الطريقة الأكثر ملاءمة لانتقال البلاد مما هي عليه وبدء مستقبل واعد، هو الآن لا يعنيه السلم الاجتماعي ولا يهمه أمر تقسيم البلاد ولا تفكيك الجيش وتغذية مراكز القوى بمزيد من النفوذ وشحنها بالأحقاد والضغائن. يعمل بأريحية تامة ويفرض علينا ما يريد للوصول لغايته الأسمى التي جاء من أجلها.. إذ ليس لديك قيمة حقيقية غير أنك بيدق من بيادق اللعبة التي يديرها بنعمر وتحاصرك لعنات أخرى حلت على هذه البلاد.. أن تعيش في هذه البلاد فعليك أن تؤمن بحظك السيئ وأن تتهيأ لما يشبه التعذيب وأنت تروض أعصابك على نار هادئة. [email protected] * أسبوعية "المنتصف"