(خط المنتصف).. نتحدث عن أفضل وأسوأ انترنت في العالم ونحن نمتلئ بالثقة، كما لو أن لدينا كهرباء تشتغل بالطاقة النووية وما تطاير من ميجاواتها الفائضة نصدره لعمان والسعودية ودول القرن الإفريقي، انتهينا من تحقيق فكرة الدولة ولم يعد بإمكان أحد الاقتراب من الكابلات النحاسية والتنكيل بالشبكة الهاتفية، توقف نزيف الخسائر بالمليارات جراء الاعتداءات المتكررة عليها وعلى أبراج الكهرباء، المستشفيات هي الآن مجهزة على أرقى المستويات الصحية ولا ينقصها سوى الانترنت ليعيش المرضى في أجواء من الرفاهية المطلقة، المدارس والجامعات هي الأخرى تزخر بأدق وأحدث الوسائل التقنية والتطبيقية ولا تشكو شيئاً عدا بطء الانترنت. كل شيء على ما يرام في البلاد ويضاهي سنغافوره وجزر البهاما، الانترنت وحده ليس بذات السرعة التي يحظى بها القاطنون في برج خليفة بدبي ومنتجع شرم الشيخ، ولا يتم تقديمه بذات السعر الرمزي الذي يدفعه ساكنو واشنطن ولربما أنها هناك خدمة مجانية هم يتقاضون من حكومتهم التأمين في كل شيء ونحن بالمثل.. حريٌ بنا أن نتعقل وندرك المسافات المتباينة للظروف والمفارقات البيئية والاستثمارية والاقتصادية وحتى السياسية كي لا نقحم "يمن نت" في مقارنة مجحفة مع شركات خليجية أو عربية عريقة تختلف معها كلية في البنية والظروف، السباق الذي نريده منها متعثر من حيث جاهزيتها وجاهزية البلاد على الأقل في اللحظة الراهنة. شراكتنا الوطنية هي المحصلة النهائية التي تجمعنا، ويفترض أن نبقى في حالة من اليقظة وسنجد طريقة ملائمة للاصطفاف ضد أي مغامرات هوجاء تستهدف الحق العام وما نشترك فيه كأبناء وطن واحد حفاظاً على ما تبقى من مدخرات للشعب على أساس أن "يمن نت" هي ملك للشعب وأحد منابع الخزانة العامة التي ترفدها بمليارات الريالات، ولا أسوأ من إمعان البعض في الحيلة والخديعة لتحقيق مكتسبات وطموحات سياسية على حساب رمزيات الشعوب. نريد حقاً أن ترتقي خدمة الانترنت، إلا أن ذلك بحاجة إلى أن نتضامن مع الاتصالات ما دامت تمضي بجدية للنهوض بالانترنت وتعلن تخفيض 50%، وتطلق خدمة واي ماكس وتدشن وتسعى وتطمح.. من غير المنطقي أن نطلب من الاتصالات اختراق الممكن والخروج عن المسار العام وتخطي الظرف الزمني الذي تعيشه البلاد لتأتينا ب2جيجا وخدمات فيجن والواي ماكس دفعة واحدة، ونرتقب خروج بن دغر ليعلنها بخمسمائة ريال ومعها يهب جهاز لابتوب لكل مواطن عطية من وزارته... ثمة فوارق في الأرقام والسرعات، إلا أن ما نطلب إنجازه من بن دغر والإيفاء به دفعة واحدة يصعب على غرينديزر القيام به . [email protected] * صحيفة ألمنتصف