ما تشهده منطقة الحوبان التي تقع تحت سيطرة مليشيا الحوثي الارهابية الموالية لايران يفوق ما يمكن تسميتها اختلالات أمنية. فمنذ أن وطأت مليشيات الحوثي الارهابية أرض حوبان تعز، عمدت إلى استعباد الناس وإذلالهم. البداية كانت بمشائخ المنطقة الذين زجت بهم في مدينة الصالح السكنية التي حولتها المليشيا إلى معتقل رهيب، بعد اعتقالهم من قبل المليشيا بشكل مهين؛ حتى لا يكون هناك صوت يعلو على صوت الحوثي وبلاطجته المتحوثين من أبناء تعز الذين أصبحوا اليد التي تبطش بها الحوثي، بعد أن جعلت منهم مجرد شقاة بأجر يومي ينهبون الأراضي لصالح المشرف، وأداة تعذيب في ذلك السجن شيء الصيت. وكم من سجين خرج منه بنقالة، ليلقى حتفه من فظاعة التعذيب والقتل خارج نطاق القانون.
يقول عبد السلام سعيد إن أبناء الحوبان أكثر ما يقلقهم هو نهب أراضيهم الزراعية التي تمثل مصدر حياة من قبل المتحوثين بقوة السلاح، والذين أصبحوا يشكلون عصابة منظمة تدعمها مليشيات الحوثي. حيث يقومون بنهب أراضي المواطنين مقابل مبالغ مالية يتحصلون عليها، لتذهب ملكية تلك الأراضي لصالح قيادات حوثية كبيرة وبعقود رسمية ممهورة بختم أمناء عينتهم المليشيا بين مغتصب الأرض ومشتر وهمي، بينما صاحب الأرض يحبس بمجرد توجهه إلى قسم شرطة يشتكي نهب أرضه.
بدوره، يقول عبد الرحمن الحوباني إن الحوثيين يقومون باعتقال أبناء ملاك الأراضي بعد تلفيق تهم ضدهم قد تصل إلى اتهامهم بالتخابر مع التحالف وبعد وساطات يتم إطلاق سراحهم بعد أن يتنازل لهم صاحب الأرض عن ارضه والتي عادة ما تكون بعشرات الملايين، إضافة الى اختطاف مواطنين من الشارع العام ومن ثم يتفاوضون مع أهاليهم بدفع فدية مقابل إطلاق سراح ابنهم، ويظلون يبتزون أموالهم، مشيرا إلى أن أغلب المعتقلين أفرج عنهم أثناء صفقة تبادل الأسرى.
ويشير محمد سليم إلى أن الحوثيين يتفننون في الابتزاز والنصب والاحتيال وأن أغلب التجار والمستثمرين أصبحوا عرضة لتلك الأعمال الخارجة عن القانون في محاولة منهم للسيطرة على الأعمال التجارية في الحوبان؛ حيث نصبوا في منطقة الراهدة جمركاً وظيفته فرض مبالغ كبيرة على الناقلات التي تحمل بضائع التجار.
وقال سليم إن أغلب تلك البضائع تصادر بحجة أنها مخالفة ويتقاسمها المشرف مع قيادات حوثية تحول الكثير منهم إلى كبار التجار، وإن كانت تجارتهم لا تحمل اسمهم. وان كانت تلك الأعمال تتم بالخفاء إلا أن رائحتها تفوح في صراع الأجنحة على المال المنهوب وتصل إلى الاشتباك المسلح.
ويبقى السؤال: هناك احتقان شعبي أشبه ببركان خامد فمتى يصل إلى الانفجار؟! فكل المؤشرات تتجه نحو ثورة حوبانية تقتلع مليشيا الحوثي، إلا أن ما يعيق تحركها وانطلاق ساعة الصفر هو تخاذل الشرعية وألوية الإخوان التي تركت نصفها الآخر في الجهة الأخرى بتعز يواجه مصيره.