لم تعرف اليمن في تأريخها الحديث جريمة التطهير العرقي إلا في عهد عصابة الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران. وطوال تاريخ اليمن قديما وحديثا عاش أتباع الأديان السماوية الثلاثة في البلاد (المسلمين واليهود والمسيحيين) في وئام وسلام إلى أن جاءت عصابات الحوثي الإرهابية وعبثت بهذا الاستقرار المجتمعي والعرقي وبدأت بممارسة التهجير العرقي ضد من تعتبرهم مناويين لها فكريا ومذهبيا ودينيا، وكانت الطائفة اليهودية في اليمن أبرز ضحايا هذه العصابة الإرهابية. حيث تعرض أبناء الطائفة اليهودية اليمنية لانتهاكات عديدة من قبل عصابة الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران منذ قرابة ال20 سنة الماضية. وبداء ظهور هذه الانتهاكات المبنية على أسباب عرقية وعنصرية إلى العلن عقب التمرد الأول لعصابة الحوثي على الدولة في العام 2004 وفق يهود يمنيين. وقال عدد من اليهود اليمنيين الذين تعرضوا لانتهاكات عصابة الحوثي أن ما حصل ويحصل لأبناء الطائفة اليهودية اليمنية من انتهاكات تجلت فيها العنصرية والظلم والإجحاف بحقوقهم بشكل مؤلم. وأكدوا: إن الطائفة اليهودية في اليمن عاشت إلى ما قبل ظهور عصابة الحوثي في سلام مع بقية أبناء الشعب اليمني وكانوا يمارسون كافة شعائرهم الدينية بحرية، وكانت أملاكهم وأموالهم محفوظة ولا يعتدي عليها أحد، غير أن كل ذلك تغير وبدأت معاناتهم مع هذه العصابة، فمنذ تاريخ 31 ديسمبر عام 2004 "عقب التمرد الأول لعصابة الحوثي على الدولة في محافظة صعدة شمال اليمن" حيث بدأت الاعتداءات على أبناء الطائفة اليهودية، وتم إطلاق النار على منازلهم وممتلكاتهم في منطقة آل سالم بمديرية كتاف والبقع محافظة صعدة. وفي تاريخ 10 فبراير 2007 وصلهم أول إنذار من زعيم عصابة الحوثي في المنطقة الذي المدعو يحيى سعد الخضير، أمهلهم فيه عشرة أيام فقط لمغادرة بيوتهم وترك ممتلكاتهم، ما لم فإن دماءنا مهدرة كبيرهم وصغير حد قولهم. وفي تاريخ 13 من نفس الشهر أرسلت عصابة الحوثية مجموعة مسلحة مكونة من ستة أشخاص ملثمين بعد منتصف الليل لم يتمكنوا من معرفة أحد منهم، وأجبروهم على الخروج من بيوتهم فورا دون أن يتمكنوا من أخذ أي شيء من ممتلكاتهم بما فيها معداتهم وسياراتهم والذهب والفضة ومكتبتهم التاريخية وأجبروهم على الخروج من منطقة آل سالم واتجهوا إلى محافظ محافظة صعده وتمت التوجيهات بتسكينهم في مبنى محو الأمية لمدة 3 أشهر. وأضافوا: بعد ذلك تقدموا بمذكرة إلى فخامة الرئيس علي عبد الله صالح رحمة الله عليه وصدرت توجيهاته فورا وتم إرسال طائرتي هليوكبتر ونقلهم إلى المدينة السياحية بمنطقة سعوان بالعاصمة صنعاء حيث أقاموا هناك تحت حماية الدولة وعاشوا بأمان مع توفير كافة احتياجاتهم مع اعتماد مخصص شهري لكل فرد منهم. وأكدوا أنه منذ اقتحام العصابة الحوثية العاصمة صنعاء بتاريخ 21 سبتمبر عام 2014 وسيطرتهم عليها زاد الخوف في قلوب أبناء الطائفة اليهودية الموجودين في صنعاءوعمران، وقيدت عصابة الحوثي حركتهم في المدينة السياحية بالذات، وتعرضوا للمضايقات ومنع عليهم استقبال أي زوار من أصدقائهم، وتم تفتيش مساكنهم أكثر من مرة، وأخضعوهم للتفتيش المشدد عند الخروج والدخول من وإلى المدينة السكنية. وقبل ذلك وبالتحديد عندما اقتحمت عصابة الحوثي محافظة عمران بدءوا يضايقون بقية أبناء الطائفة اليهودية الذي كانوا يقطنون هناك في مديرية ريدة والسوق الجديد وناعط وعثار وعرقه القديمي ، وقاموا باعتقال البعض منهم وإجبارهم على بيع منازلهم بثمن بخس، ومع تشديد مضايقات العصابة الحوثية والتهديدات المستمرة لهم اضطروا إلى السفر إلى خارج الوطن خوفاً على حياتهم بحثاً الأمن والأمان حد تعبيرهم. وفيما يلي أبرز الانتهاكات التي ارتكبتها عصابة الحوثي بحق أبناء الطائفة اليهودية في اليمن: - في تاريخ 20 نوفمبر عام 2009 تم إحباط محاولة اغتيال حاخام الطائفة اليهودية يحيى يوسف موسى. وفي تاريخ 22 مايو 2012 تم قتل هارون زنداني في سوق القات بسعوان بدواع عنصرية من قبل شخص ينتمي لعصابة الحوثي الإرهابية لأنه يهودي الديانة.! - خلال تواجدهم في مديرية ريدة تم قتل أحد أبناء الطائفة اليهودية واسمه ما شاء يعيش النهاري. - اعتقال أحد أبناء الطائفة اليهودية المقيمين في المدينة السياحية في عام 2016 الذي يُدعى ليبي سالم موسى مرحبي والذين مايزال حتى الآن في سجن الحوثي بتهمة كاذبة ورغم صدور أحكام ببراءته غير أن عصابة الحوثي ترفض إطلاق سراحه بسبب ديانته اليهودية. - تمت مداهمة منزل الحاخام يحيى يوسف في عام 2015 من المدينة السياحية بسعوان وإرهاب أسرته واعتقاله. غير أنه تمكن من الخروج من صنعاء في عام 2019 مع بعض من أولاده إلى عدن ومنها إلى خارج الوطن خوفاً على حياته بعد معاناة من الخوف والتهديدات وتمكن بعدها بفترة وجيزة من إخراج بقية أسرته مجبرين وتركوا منزلهم بكامل أثاثه وثلاث سيارات، وأراضي مملوكة له في صنعاء ومعدات مكتملة لصناعة الحُلي الفضية. - بعد مغادرة الحاخام يحي يوسف من صنعاء زادت المضايقات على أسر أعمامه وتم اختطاف ابنة عمه المتزوجة من السجين ليبي سالم موسى وتم تزويجها لَشَخَّصَ من عصابة الحوثيين وهي ما تزال على ذمة رجُل آخر منتهكين بذلك كافة الأعراف والشرائع السماوية. - كما تم اعتقال عدداً من أبناء الطائفة اليهودية في ريدة منهم يوسف سعيد سعيد الناعطي ووالده أيضا وكذلك شخص آخر يُدعى يوسف يعيش القارني وبعد الإفراج عن الثلاثة المعتقلين تمكن سعيد سعيد الناعطي من الخروج إلى عدن مقر الحكومة اليمنية ومنها غادر إلى خارج اليمن مع بناته ووالدته وذلك في يوليو من عام 2020. وبعدها بأسبوع تمكن ابنه يوسف سعيد الناعطي بالالتحاق بوالده مع أسرته ووالدته بتاريخ 15 يوليو 2020. ونظرا لأن الخوف خيم على بقية الأسر اليهودية الموجودة في المدينة السياحية وتعرضهم للتهديدات، طلبت منهم قيادات عصابة الحوثي مغادرة اليمن مقابل الإفراج عن السجين لديهم ليبي سالم مرحبي وإلا سوف يتم اعتقال أخوه حبوب سالم وسجنه بجانب أخيه.- بعدها تعرض أحد أخوة السجين ليبي للضرب وطعنه وقطع شرايين يده اليُسرى ويُدعى سليمان سالم موسى. ونتيجة لذلك قررت بقية الأسر القبول بعرض عصابة الحوثي ووافقوا على الخروج من اليمن مقابل الإفراج عن ابنهم ليبي سالم في مارس عام 2021 غير أن عصابة الحوثي كما هو دينها نكثت بعهودها ورفضت الإفراج عن السجين ليبي سالم الذي مايزال يقبع في سجن الحوثي حتى الآن.