-- (خط المنتصف) الآن لا شرعية في البلاد تحكمنا غير شرعية الدعممة "دعممه" لها علاقة بصميل القوى والنفوذ. انتهت الفترة الرئاسية لهادي، وبإمكاننا اليوم أن نطلق عليه فخامة الرئيس المنتهية ولايته. شخصياً كنت أدرك حتمية التمديد لهادي بولاية ثانية، غير أن ذلك سيتم وفق بروتوكولات واعتبارات تتصل بسيادة الدولة واحترام شعب غدت مقاليده بيده، كنت أذهب إلى أن حاجتنا له كرئيس صارت ضرورة ساقتنا إليها حيثيات بلهاء وتعقيدات ظلت تتراكم وتتخطى الضمير الوطني إلى أن أصبحنا أمام أمر واقع. ألمح دعممة الرئيس هادي وهو يزاول مهامه الرئاسية ويصدر قراراته في نشرة التاسعة، يمارس الرئاسة بهدوء وهو لا يفكر بما يضمره الشعب من تساؤلات، يفعل ذلك ويمضي في تجاهله للحصول على مسوغ يشرع بقاءه بطريقة تليق برئاسة بلد (هذه رئاسة مش فرزة باصات)، يخطر ببالي فكرة تصفير العداد وقلع العداد كطريقة عمد النظام السابق في تسويقها لمنح صالح ولاية جديدة ليحكم البلاد، في النهاية كان أتباع صالح يحصلون على تعديل دستوري وإجراءات مسبقة تختلق المسوغ الدستوري الذي يمتلك به صالح شرعيته في البقاء. بقاء هادي واستمرارنا في تسميته والتعاطي معه كرئيس للبلاد كان يحتاج إلى إجراء غطائي من أي نوع، ما كان يجب أن ينصدم هادي ب21 فبراير ويتذكر ما وعد به عن تسليمه للسلطة في ذات الموعد دون أن يجد اليوم شيئاً ما يستند عليه هو بذلك يتيح لنا أن نطلق عليه الرئيس المنتهية ولايته، ثمة من يسهب لهادي ويسوق له مبررات البقاء وخطورة مرحلة تاريخية ووطنية لا تحتمل المساومة في هكذا أمور.. ودعمم يا فخامتك..! قبل أن تنتهي ولاية هادي، كنا نتلمس تعديلا حكوميا وشيكا كان قد وعد الشعب به منذ وقت، تعديلا باستطاعته أن يبدد هواجسنا بشأن دعممة هادي كرئيس يفترض أن يصغي لصرخات الناس وضيقهم في العيش، من يومها وأنا ألوذ بالفرار من أمام بائع الخضار بعد أن أخبرته بتعديل حكومي يلغي فكرتنا الظالمة تجاه حزم الرئيس وتعاطيه مع ما يجري، وكان عليَّ احتمال تململه وسخطه إزاء الخيبة تجاه أمور يصعب قراءاتها، وكلما شعرت أنني سأتحول إلى غريم أقسم له أني نهاية كل أسبوع أترقب نشرة التاسعة وأستعد للابتهاج بحكومة كفاءات تنقذ ما تبقى وتحد من فشل توغل في هدر الحياة، ولا شيء يحصل من ذلك. وكأن هذا الشعب المكلوم معنيٌ بالعذابات والترديات وحصاد غياب الدولة بكل هذا القدر من الإسفاف..! [email protected] * "المنتصف"