بينما يحاصر نحو ألف مسلح مدخل مقر تابع لوحدة من حرس الحدود الاوكرانيين في القرم لارغام هؤلاء على القاء السلاح، حض زعماء العالم ورئيس الوزراء الاوكراني أرسيني ياتسينيوك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على سحب قواته. أفادت وزارة الدفاع الاوكرانية ان "اللواء 36 من حرس الحدود في بيريفالن (قرب سيمفيروبول عاصمة القرم) يحاصره نحو الف رجل مسلح و20 شاحنة. هناك خطر وقوع هجوم"، من غير أن توضح جنسية المسلحين. وأعلن الرئيس الاوكراني الموقت الكسندر تورتشينوف ان قائدا روسيا امهل العسكريين الاوكرانيين في القرم "حتى الساعة 05,00 (03,00 بتوقيت غرينيتش)" الاحد لالقاء السلاح. وقالت وسيلة اعلام محلية، إن نحو 400 عسكري أوكراني من سلاح البحرية محاصرون في قاعدتهم البحرية في فيودوسيا على مسافة 200 كيلومتر من سيمفيروبول، على ايدي عسكريين روس يطالبونهم ايضا بالقاء السلاح. وحذر ياتسينيوك في نداء الى المجتمع الدولي من ان بلاده "على شفير كارثة"، متهماً روسيا باعلان الحرب على بلاده. وأبلغ الصحافيين باللغة الانكليزية غداة موافقة مجلس دوما الدولة الروسي على ارسال قوات الى أوكرانيا: "هذا تحذير واضح وليس تهديداً، انه فعلاً اعلان حرب على بلادي...اذا كان الرئيس بوتين يريد أن يكون الرئيس الذي سيبدأ حرباً بين دولتين جارتين هما أوكرانياوروسيا، فقد كاد ان يصل الى هدفه". وخاطب المجتمع الدولي، قائلاً: "نحن نعتقد ان شركاءنا الغربيين والمجتمع الدولي بأسره سيدعمون وحدة اراضي أوكرانيا، وسيبذلون كل ما في وسعهم لوقف النزاع العسكري الذي اثارته روسيا الاتحادية". وسحبت أوكرانيا سفن خفر السواحل من ميناءين في القرم، ووجهتهما الى قاعدتين أخريين على البحر الأسود، في مؤشر لاستكمال القوات الروسية سيطرتها على شبه الجزيرة المطلة على البحر الأسود. وأوضح خفر السواحل في بيان أن السفينتين انتقلتا من ميناءي كريتش وسيباستوبول الى ميناءي أوديسا وماريوبول، مضيفاً أن الوضع على حدود أوكرانيا مستقر باستثناء القرم. وكشف الأمين العام لمجلس الأمن الأوكراني أندريه باروبي أن المجلس أمر هيئة الأركان العامة بأن تضع على الفور القوات المسلحة كاملة في حال التأهب القصوى. وتلقت وزارة الدفاع أوامر باستدعاء جميع قوات الاحتياط، وهو ما يعني نظرياً جميع الرجال حتى سن 40 سنة، ، غير أن أوكرانيا ستواجه صعوبة في ايجاد أسلحة إضافية وملابس عسكرية لأعداد كبيرة منهم. ورأى بوتين أن من حقه غزو أوكرانيا لحماية الرعايا الروس. وسيطرت القوات الروسية على القرم حيث لموسكو قاعدة بحرية في سيباستوبول، لكنها لم تدخل أجزاء أخرى من أوكرانيا. وتحرك مسلحون يرتدون ملابس عسكرية لا رموز عليها السبت بحرية في شبه الجزيرة، واحتلوا مطاراتها وأتلفوا معدات في قاعدة سلاح الجو وطوقوا قاعدة أوكرانية للمشاة. وفي كييف، تجمع نحو 50 الف شخص في ساحة الميدان، وهتفوا "روسيا لن نستسلم"، فيما حمل بعضهم لافتات تحمل شعارات مناهضة للرئيس الروسي. وخاطب الرئيس الجورجي السابق الموالي للغرب ميخائيل ساكاشفيلي الحشد من منصة، قال: "لقد تدخل بوتين في بلادكم، هذا ليس دليل قوة بل دليل احتضار". وأثار توعد موسكو السبت بالتدخل عسكرياً في أوكرانيا موجة رفض دولية. وصرح الامين العام لحلف شمال الاطلسي اندرس فوغ راسموسن قبيل بدء اجتماع ازمة لاعضاء الحلف في بروكسيل: "ما تقوم به روسيا في أوكرانيا ينتهك مبادئ شرعة الاممالمتحدة. هذا الامر يهدد السلم والامن في أوروبا...على روسيا ان توقف نشاطاتها العسكرية وتهديداتها". الا أن ديبلوماسيين قالوا إنهم لا يتوقعون أن يتفق الحلف على إجراءات مُهمة للضغط على روسيا وقت يجد الغرب صعوبة في التوصل إلى رد فعل مباشر لا يثير خطر دفع المنطقة أكر نحو صراع عسكري. ومع أن اوكرانيا مرتبطة بالحلف، إلا أنها ليست عضواً فيه، وتالياً لا يمكنها طلب اللجوء الى أكبر أداة ديبلوماسية في الحلف والتي تعرف بالفقرة الخامسة، وتنص على أن أي هجوم على دولة عضو هو هجوم على الجميع.