أكد موقع «strategy page» الأمريكي، المتخصص بالشؤون العسكرية، أن أسبابا رئيسية جعلت عصابة الحوثي ترضخ لوقف إطلاق النار في اليمن واستجابتها للهدنة. وقال الموقع في تحليل له إن "انخفاض الدعم الإيراني بسبب نقص الأموال بالإضافة إلى الاضطرابات في الداخل الإيراني، بعد سببا رئيسيا لموافقة المتمردين الحوثيين على وقف إطلاق النار"، لافتاً إلى أن إيران تدعم الحوثيين ب "الأسلحة الإيرانية والمال والمستشارين، وشبكة التهريب التي تشحن ذلك إلى الحوثيين، مما مكنهم من الاستمرار في قتال القوات المسلحة الأكثر عددًا والأفضل التي يتم حشدها ضدهم".
وتابع الموقع: "كانت إيران تدعم المتمردين الحوثيين علنًا منذ عام 2014 واعترفت لاحقًا بأن الدعم الأقل ظاهرًا قد تم تقديمه منذ عام 2011".
وفي العام 2021 نجحت العقوبات الاقتصادية المتزايدة على إيران بالإضافة إلى النجاح السعودي والأمريكي في اكتشاف تفاصيل عملية التهريب الإيرانية، جعلت المتمردين الحوثيون مهتمون بالتفاوض أكثر من اهتمامهم بالقتال.
وقال التحليل: "كان متمردو الحوثي يخسرون واضطروا إلى البقاء على قيد الحياة ولم يستسلموا بعد، لكن جهودهم في الاندفاع للقتال والسيطرة على اليمن كلها عُلقت مؤخراً"، مشيرا إلى أنه لا أحد يريد المخاطرة.
ورغم عدم تجديد اتفاق الهدنة بشكل رسمي، إلا أن وقف إطلاق النار مستمر لأن أيًا من الجانبين لا يريد المخاطرة بخسائر فادحة في حال تم استئناف القتال على نطاق واسع، إلى ذلك إيران من الناحية النظرية في حالة حرب مع معظم دول النفط العربية بالإضافة إلى الولاياتالمتحدة وغيرها.
والأسبوع الماضي اعترضت سفينة حربية أمريكية قارب تهريب آخر كان يسافر من إيران إلى ساحل البحر الأحمر في اليمن الذي يسيطر عليه المتمردون الحوثيون، وهذا هو ثالث اعتراض من نوعه خلال ثلاثة أشهر.
وقال التحليل الأمريكي "هناك حصار بحري للساحل اليمني ويقدم الأمريكيون قوة اعتراض أقرب إلى الموانئ الإيرانية التي تغادر منها قوارب التهريب بحمولاتها المخبأة"، وأردف قائلا "يبدو أن الأمريكيين قاموا بتحسين استخباراتهم حول كيفية عمل التهريب الإيراني إلى اليمن".
وأشار التحليل: "وقد تأتي المعلومات أيضًا من داخل إيران حيث يسعى الكثير من الإيرانيين للإطاحة بحكومتهم ووقف العمليات الخارجية المكلفة مثل الحرب الأهلية في اليمن، ولولا الدعم الإيراني لكان المتمردين الحوثيين قد هُزموا منذ زمن بعيد".
ولم تعد المساعدة الإيرانية للمتمردين الحوثيين خفية، فهناك الكثير من الإيرانيين المتخصصين من فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني في اليمن، وحاليا المتمردون الحوثيون في موقف دفاعي لأن المساعدات الإيرانية تم تخفيضها بشكل حاد في العام الماضي بسبب الحصار وزيادة العقوبات الاقتصادية.