كثيراً ما تنشغل الشرعية بأمور وقضايا بعيدة كل البعد عن مصلحة القضية الوطنية العامة والمتمثلة اليوم تحديداً في التخلص من سرطان الانقلاب الحوثي الذي يتفشى ويتعاظم وتتضاعف تبعاته وآثاره من يوم لآخر.. ففيما تنشغل الشرعية بقضايا نفعية خاصة لا قيمة لها، تقوم العصابة الحوثية بتجريد المجتمع اليمني من أفكار الوطنية والقومية والعروبة، وهذا بطبيعة الحال، يندرج ضمن مشروع إيران في المنطقة، والذي يقوم على تفكيك عرى المجتمعات العربية وتحويلها إلى كنتونات وعشائر متقاتلة، وذلك عبر أيادي قذرة ومدنسة وعميلة ليست جماعة الحوثي إلا واحدة منها.. كثيرة هي القضايا والموضوعات التي لم تعد تعمل بالسر والخفاء، رغم قبحها وإجراميتها، ومنها قضية المخدرات، والتي باتت اليمن اليوم واحدة من الدول المغرقة بها، وذلك باعتبارها أي اليمن أصبحت ممراً لتهريب وتصدير المخدرات من شرق آسيا إلى إيرانولبنان ومصر ودول أخرى، وهي التجارة التي صارت مؤخراً رائجة في المنطقة، والتي يقودها بالدرجة الأساسية الإيرانيون وحزب الله في لبنان، والذي يعتبر الحوثي واحداً من أزلامهم ومروجيهم ويقدم لهم خدمات وتسهيلات كبيرة في تهريب بضائعهم من المخدرات.. وطبعا يحدث كل هذا بعلم الشرعية وتحت أنظارها ومراقبتها، ومع ذلك لا تحرك هذه الشرعية ساكناً..!! والمشكلة لا تكمن في التجارة والتصدير وحسب، بل تطور الأمر إلى ماهو أبشع من ذلك، وأكثر كارثية، حيث لم تعد اليمن مجرد ممر لتلك التجارة وحسب، بل قام ويقوم تجار المخدرات وعملاؤهم من كبار قيادات الحوثيين، بتسريب كميات من بضائعهم إلى المجتمع اليمني وتأسيس سوق لتلك البضائع المدمرة والفتاكة، وفي زمن قياسي، نجحوا في ذلك، وهاهي المخدرات اليوم تباع في كل مراكز المدن التي يسيطر عليها الحوثيون، وأصبح لها زبائن ومدمنون بأعداد كبيرة.. وعوداً على ما سبق فإنه لابد لكثير من التساؤلات أن تقدم نفسها للواجهة مثل: أين موقع الشرعية من كل ذلك..؟ لماذا لا تعمل على محاربة هذه التجارة..؟! ولماذا لا تطرحها ولا تشير إليها في ملفاتها السياسية..؟! ولماذا لا تكشفها للعالم وللمجتمع الدولي؟! وعلى الأقل لماذا لا تتناولها في إعلامها وتحذر اليمنيين من مغباتها وآثارها..؟! بل وقبل كل ذلك لماذا لا تقطع الشرعية طرقات هذه التجارة التي تمر عبر المناطق التي تحت سيطرتها..؟! أسئلة كهذه يجب أن تطرح ويجب أن تحاصر الشرعية وتطالب بالإجابة عنها، حتى لا تقع تحت طائلة الاتهام بالشراكة مع الحوثيين وعملائهم في تلك التجارة وبالتالي في تدمير الشعب اليمني عنوة..!!
