المتتبع لمسيرة الجماعة الحوثية منذ نشأتها ونموها وبداية نشاطها وتحركها، مروراً بحروبها وانقلابها وسيطرتها على السلطة بقوة السلاح إلي الآن، سيشاهد مقدار الخراب والدمار والهدم والموت والتراجع والتخلف والإضرار الذي لحق باليمن وأصاب اليمنيين، وسيشاهد مدى تعنت وإصرار هذه الجماعة على مواصلة مشوارها العبثي ومسيرتها التخريبية في تدمير الوطن وإهلاك المواطن ومضاعفة معاناته. إن تمرد هذه الجماعة وخروجها وانقلابها ومواجهتها للدولة في الحروب السابقة والحالية واغتاصبها للسلطة هو تنفيذ حرفي للمخطط الإيراني وحرب على النظام الجمهوري والديمقراطي وتشريعاً للتمرد والانقلاب ورفضاً للنظام والقانون والأمن والاستقرار وإرهاق لمؤسسات الدولة وتدمير لمقدراتها. لقد تعمدت هذه الجماعة السلالية سلك طريق التشظي والسقوط والانهيار، فأضاعت سيادة البلاد وكانت السبب الرئيسي في عزلها وفرض الحصار البري والبحري والجوي عليها، وكانت السبب الرئيسي في تمزيق البلاد وتقسيمها وتجزئتها. وخلال مشوارها المظلم، أغرقت البلاد بالخرافات والتفاهات والخزعبلات والشعارات الزائفة والباطلة والكاذبة، ودمرت المؤسسة التعليمية وغيرت المناهج الدراسية على أسس إمامية وطائفية وجاهلية، وعبثت بالمؤسسة العسكرية واستبدلتها بالمليشيات الموالية، وأهلكت الاقتصاد الوطني ودمرت العملة الوطنية ومارست أسوأ الأساليب المتخصصة في تدمير الاقتصاد الوطني، وتعمدت خفض سعر العملات الاجنبية ورفع أسعار المواد الأساسية الغذائية والكمالية وفرضت الإتاوات على القطاع الخاص والبنوك الأهلية وجعلت السلطة محصورة ومخصوصة لقيادتها السلالية، واعتبرت عامة الشعب خدما يدينون لها بالولاء والطاعة، وتاجرت بالدمام البشرية وبالحياة المعيشية وبالمساعدات الإنسانية، ونكثت بكل العهود والمواثيق الداخلية والخارجية ونقضت كل الهدن والاتفاقيات المبرمة وعارضت وتعنتت لكل بوادر السلام والحلول والمساعي الداخلية والخارجية. لقد استهدفت كل شيء جميل على سطح هذا الوطن وفي حياة المواطن، وكانت ومازالت أكبر مشروع دمار وأخطر أداة قتل وهدم شاهدها اليمنيون في حياتهم وفي تاريخ الأجيال السابقة لهم.
