المخلوع يغادر السجن والمعزول يدلف زنزانته التي فر منها .. يالها من لحظات تاريخية تحمل من الحقائق والمتناقضات ما يسلب الألباب .. وتجعل المتابعين يقفون أمام ذلك مشدوهين من سخريات القدر . كم اثارت هذه اللحظة الفارقة في تاريخ مصر بخلدي من خواطر وافكار .. وكم تمنيت ان يلتقي المخلوع مبارك مع المعزول مرسي على بوابة السجن ويدور بينهما حديثا عن فترة قصيرة لكنها مليئة بالدروس والعبر والحقائق. كنت اتمنى من الرئيس المخلوع حسني مبارك ان يهدي الرئيس المعزول الذي سيخلفه في زنزانته او زنزانة مجاورة , الكتاب الشهير ( سر المعبد ) وكتاب ( قلب الإخوان ) للكاتب ثروة الخرباوي .. كنت أتمنى من المخلوع ان يقرن هديته للمعزول بعدد من الكلمات : انا مبارك المخلوع أهديك هاذين الكتابين الذي اعتقد انك لم تقرأه أنت ولا جماعتك . " انا مبارك المخلوع " .. تركت السلطة وقلت إني لم ولن ابرح مصر وسأموت فيها كما ولدت ولم اهرب لا لاجئا ولا مطرودا .. كنت واثقا من نفسي فواجهت مصيري بشجاعة .. احترمت القضاء والعدل وكان بمكاني اهرب إلى أي بلد . كنت أتمنى من المخلوع حسني مبارك يقول للمعزول محمد مرسي العياط : تركت السلطة وفي احتياط البنك المركزي المصري 34 مليار دولار وملايين السياح تتدفق على مصر والاستثمارات تتسابق على بلدنا.. هل فعلا اصبح الاحتياط في عهدك 7 مليارات فقط ؟ .. هل فعلا تمسكت ب " الشرعية " وسفكت الدماء ؟.. وقدمت مصلحة الجماعة على مصالح البلد فنشرت الخراب والقتل والدمار بأسم الشرعية ؟ كنت اتمنى ان يذكره بالمقولة الشهيرية لرئيس وزراء بريطانيا تشرشل عن مصر والتي قال فيها إنه شعب مثل حبات الرمال تمشى عليها تستجيب لكن عندما تهب العاصفة لا أحد يستطيع أن يقف في وجهها.. كنت اتمنى ان يكون هذا اللقاء حقيقة .. لا مجرد خواطر اكتبها . وكم اتمنى ان يعي الدرس المصري كل حكام دول الربيع العربي .
