الوقوف على عتبات مصر جميل وصعب. والأصعب منه الوقوف على عتبة الرئيس المصري مرسي في هذه الإثناء . على مدى التاريخ ؛ كان السعي حثيثا لفصل مصر عن الامتداد الجغرافي الطبيعي للدولة العربية الإسلامية . وما زال . وربما ما يحدث الآن هو في نفس الإتجاه ؛ ولنفس الهدف ، وبنفس فكر تلك المدرسة !. مصر قلب الأمة من يتغاضى عن ذلك فهو جاهل ، أو لا يفهم نفسه . وذلك قدر مصر ؛ ويجب أن تقبل به . وعليه فأنْ أكتبَ خاطرةً حول ما يجري في مصر ؛ فذاكَ أمرٌ طبيعي ؛ واعتبره من الواجبات . فالنصيحة وتقديمها ؛ لا تُستوجب إلا في مقام كهذا المقام ؛ الذي يكاد يعصف بالحقيقة التاريخية التي توجت بانتصار الإخوان المسلمين في مصر . كما كانت مصر ليست مصر حسني مبارك . فما زالت مصر ليست لمرسي أو الإخوان ؛ فمصر للمصريين ، والعرب جميعا . مع كل المُدخلات ، والمعطيات التي دفعت بالشارع المصري للخروج مرة ثانية إلى ساحة التحرير ، وبقية الساحات في مصر كلها ؛ والتي دفعت بكبار الكتاب ، والمفكرين للنصح عبر مقالات كثيرة هنا ، وهناك .. مع كل ذلك فالرئيس المصري يفهم تماماً أن مصر نسيج إجتماعي متكافل ، ويكامل بعضه بعضا ؛ ويجب أن يبقى فيه الجميع على قدم تتساوى فيه الخطوات ، ومدى الخطوات . لست من الإخوان ولست ضدهم .. ولكن الحق لا أحداً .. كم أتمنى أن يراجعَ الرئيس المصري الأسبابَ التي دفعت المصريين بكافة أطيافهم ، وطوائفهم وأحزابهم - ومنها الإخوان أنفسهم - للخروج والقيام بثورة ناعمة حريرية في أقل من شهر أسقطت فيه آخر الفراعنة .. كم أتمنى أنْ يتذكرَ ذلك ؛ ليعرفَ أنَّ الخروجَ إلى الساحات أصبح سهلا كشرب الماء .. والأسهل منه إسقاط من يعبث بالمصريين ، وأشواقهم لقيام دولة الجميع ! وأتمنى - ويتمنى ذلك كلُّ المصريين والعرب - أنْ يتمَّ ذلك بسرعة قبل أن يدركهُ الوقت . فمصر على جرف هاوٍ ، لا يردها إلا الحوار العاقل ، والبحث في سبل الرجوع عن أية قرارات أدت إلى هذا المأزق ، مع كافة القوى الوطنية التي أسقطتْ آخرَ فرعون . مصر تعبتْ من الفراعنة ؛ ولن تتوقفَ أو تتهاونَ لحظةً أخرى ، ولن تخضعَ مرة أخرى لاستعبادٍ مهين لبناء أهرامات أخرى لفرعون قادم ، أو مقاماً لصحابي جليل ، أو لحوارى مهيب ! والله من وراء القصد .