الأيام الثقافية المغربية في اليمن تكتسب طابعاً خاصاً من عدة أوجه فهي أولاً تأتي للاحتفاء بصنعاء عاصمة للثقافة العربية 2004م بعد أن شهدت الرباط المملكة المغربية احتفاء مماثلا في السنة الماضية وثانيا لتعزيز مسار العلاقات المغربية اليمنية وفتح آفاق جديدة للمعرفة المتبادلة ووضع الثقافة المغربية في أبهى تجلياتها الفنية والأدبية والفكرية. في السياق ذاته دشن وزير الثقافة والسياحة خالد الرويشان ووزير الثقافة المغربي محمد الأشعري فعاليات الأسبوع الثقافي المغربي للفترة من 18-23 من الشهر الحالي يحتوي البرنامج العام للاسبوع الثقافي المغربي على عدد من المناشط منها: معرض الفن التشكيلي ومعرض الكتاب، ومعرض الحلي والطرز وموسيقى تراثية مغربية ورقصات وقراءات شعرية ومحاضرات وندوات وعرض سينمائي. وزير الثقافة والسياحة خالد الرويشان قال إن الأيام الثقافية المغربية هي الأيام الأولى التي تستقبلها صنعاء عاصمة للثقافة العربية فهي تعبير حقيقي عن العلاقة المتينة بين شعبين، وبين رموز الإبداع بين البلدين وبين القيادتين السياسيتين بل هي استهلال حقيقي لفعاليات حقيقية وقوية في النصف الثاني من هذا العام وتواصل للشعبين في المغرب واليمن وإبداع متجدد . مشيراً إلى أن العلاقات الثقافية بين الشعوب العربية هي العلاقة الأمثل وهي الوقفة الحقيقية التي تمثل الأمل لأمة بكاملها وأن هذا الوفد الكبير الذي جاء يضم رموزاً عريضة وعميقة بين الشاعر والمؤرخ والمفكر والفنان والرسام كل هذه الألوان تقدمها الأيام المغربية. ويلخص هذا العلاقة على المستويين الشعبي والرسمي. من جانبه محمد الأشعري وزير الثقافة المغربي أوضح بأن المساهمة المغربية هي تأكيد للأواصر التي تجمع بين البلدين فهي ليست مشاركة عادية بل هي مشاركة استثنائية لأنها تقدم المغرب المتعدد والمتنوع بكل تغييراته الثقافية في المجالات التراثية الحديثة فالكتاب والسينما والغناء والموسيقى والفنون. معتبراً بأن هذه التظاهرة الثقافية هي تقدير لما تقدمه الثقافة اليمنية اليوم من مساهمات فعالة ومهمة في نسيج الثقافة العربية بصفة عامة وأن هذه التظاهرة تقوي أواصر التعاون العربي بشكل أفضل وعلى وجه الخصوص المنتوج الثقافي. مؤكدا أن هذه الأيام والاحتفالات لعواصم عربية كعواصم ثقافية مناسبة لتداول المنتوج الثقافي العربي بين الأقطار العربية وهو الشيء الذي نعاني من غيابه الى حد كبير، واصفا صنعاء بأنها ليست عاصمة للثقافة العربية لأننا نحتفي بها هذه السنة ولكن لأنها دائما صوتا عربيا نابضا ومنبرا لعدد من الأصوات الشعرية والنقدية والأدبية فقد تابعنا إنتاجها بكثير من الشغف والمحبة في مختلف أرجاء الوطن العربي. وقال هذه التظاهرة هي لقاء جذور في كل ما نقدمه وما نستقبله على هذه الأرض وأيضا تعيد ربط شرايين قطعتها المسافات خلال قرون وعقود طويل وهذا البلد هو جزء من ذاكرتنا وتاريخنا. رحمة ميري رئيسة مصلحة العادت والتقاليد ومشرفة معرض الحلي والطرز قالت في تصريح ل (المؤتمر نت) بأنه تم تنظيم معرضين الأول للحلي والثاني للطرز وأن الطرز بالمغرب يوجد فقط بالمراكز الحضرية أي في المدن وفي المدن أخذ الطرز اسم المدينة التي نما وازدهر بها مثل الطرز المكناسي والرباطي والطرز الزنبوري وطرز ميدنة أزمور. وتضيف إن المعرض تم تقسيمه إلى قسيمن حسب التقنية المستعملة مثل الطرز بالحساب ونستخدم في الطرز لونا واحدا وألوانا غامقة ويوجد بعض أنواع الطرز المتأثر بالطرز الأسباني والفارسي والأندلسي وأنواع من الطرز قد انقرضت مثل الطرز الفارسي. عبدالعزيز ثوري رئيس مصلحة النشر نوه بأن هذه أول مرة تنظم وزارة الثقافة المغربية أيام ثقافية باليمن وهذه الأيام الثقافية تشمل معرض للكتاب المغربي يحتوي المعرض على (450) عنوانا مائة عنوان خاصة بمنشورات وزارة الثقافة و (350) لدور نشر مغربية تضم عناوين كتب مختلفة وكل صنوف المعرفة من بينها كتب خاصة بالترجمة وكتب ثقافية وندوات وفهرسة. هشام القادري مسؤول عن دار الثقافة للنشر والتوزيع بين بأن دار النشر المغربية أسست عام 1956م وصدر لها أول كتاب عام 1958م وأنها تساهم في هذا المعرض بعدة كتب للشعراء والأدباء المغاربة وكتب تراثية وكتب في التربية وعلم النفس وكتابات نسائية وكتابات لشعراء معاصرين وكتب خاصة بثقافة الطفل. يشار إلى أن فعاليات الأسبوع الثقافي المغربي بدأت صباح هذا اليوم حيث استهل هذا الأسبوع فعالياته بتدشين أربعة معارض (الكتاب- الفن التشكيلي- الحلي والطرز) ويليه مساء هذا اليوم حفل فني مع الموسيقى التراثية المغربية والرقص الشعبي والطرب الأندلسي حيث سيزخر هذا الأسبوع بالعديد من المناشط الثقافية التي ستعكس في مجملها أصالة الموروث الثقافي المغربي.
