عقد مجلس النواب جلسته الاعتيادية اليوم برئاسة رئيس المجلس يحيى علي الراعي بحضور رئيس مجلس الوزراء ونوابه وأعضاء حكومة الإنقاذ الوطني. وفي الجلسة أكد رئيس مجلس النواب على تكامل وتكاتف سلطات الدولة للبحث عن المخارج والحلول الممكنة للأزمات والمشاكل التي يعاني منها المواطنين. إلى ذلك استمع مجلس النواب إلى أسباب ومبررات ارتفاع أسعار المشتقات النفطية والسلع الأساسية بما فيها المواد الغذائية وانخفاض سعر الريال أمام العملات الأجنبية في ضوء ما هو سائد في الشارع العام وبناءاً على طلب نواب الشعب. وفي هذا السياق عبر رئيس حكومة الإنقاذ الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور في كلمة له أمام نواب الشعب عن الشكر والتقدير لرئيس ونواب وأعضاء مجلس النواب الصامدين في وجه العدوان الذي يتعرض له اليمن.. مقدراً دعوتهم الحكومة للحضور إلى المجلس للبحث عن المخارج والحلول الممكنة لحل الأزمة الاقتصادية والمالية التي تشهدها البلاد. وأشاد بالصمود الأسطوري لنواب الشعب إلى جانب أبناء الشعب اليمني في مثل هكذا ظروف إستثنائية تمر بها البلاد ويعيشها الجميع في ظل العدوان والحصار. وأكد رئيس الوزراء أن المسألة الاقتصادية هي حجر الأساس في هذه المعركة ضد الشعب اليمني من قبل دول تحالف العدوان بقيادة السعودية والإمارات . وقال " لقد فشلوا في الجبهات العسكرية والأمنية والإعلامية لما يقارب أربع سنوات واستخدموا كل الخيارات ولم يتبق لهم إلا الحرب الاقتصادية التي تشن على الشعب اليمني اليوم في كل جزئية من حياته في محاولات بائسة لتركعيه والنيل من كرامته ". وأشار الدكتور بن حبتور إلى أن ما يجري في محافظة الحديدة خير شاهد ودليل على ذلك من خلال استهداف الميناء من قبل البوارج والطائرات، وقصفوا كل شبر في محافظة الحديدة الباسلة التي يقاوم أبناؤها هذا العدوان بصمود منقطع النظير. وحول نقل البنك المركزي إلى عدن قال رئيس الوزراء " لقد اتخذ القرار في واشنطن ونيويورك وما رافق ذلك من إغلاق للمنافذ البرية والبحرية والجوية بهدف مواصلة الأذى والتجويع والإفقار للشعب اليمني ". وأشار إلى ما يتعرض له المسافرين اليمنيين من المرضى وغيرهم من مضايقات بالمنافذ جراء توجيه الأذى والتفتيش والفرز للمواطنين بحسب البطاقة . وتحدث عن طباعة العملة بدون غطاء ذهبي أو إنتاج حقيقي من قبل سلطة هادي المنتهية ولايته .. وقال " إن قرار مثل هذا ما كان له أن يصدر إلا من مجلس النواب فهؤلاء لا يمثلون الشعب اليمني ولا يهمهم معاناته وهمومه وبالتالي فهم لا يعرفون خطورة إنهيار العملة وتبعات ذلكم التدهور وهذا الانهيار المخيف ". وأضاف " إن مجلسكم هذا هو مجلس النواب الحقيقي المنتخب من الشعب وهو الذي يعبر عن هموم اليمنيين في مثل هذه الظروف الصعبة التي يتقاسمها مع أبناء شعبه". وتابع رئيس الوزراء " هم يعتدون علينا ونحن ندافع عن أنفسنا " .. موضحا أن القضية الرئيسية اليوم هي ارتفاع أسعار الوقود وسعر الصرف وتهاوي العملة الوطنية وأن السبب الرئيسي في هذه الأوضاع التي يعيشها اليمنيين اليوم هي بسبب الحرب العدوانية. وأكد أن طباعة العملة لا تحل الإشكال بل تزيد الطين بله أو كمن يضع الماء في قربة مخرومة .. مشيرا إلى أن الهدف من طباعة العملة تمويل المرتزقة في الجبهات لتنفيذ الأجندة المباشرة لتحالف دول العدوان بقيادة السعودية والإمارات الدولتان اللتان تدفعان باتجاه طباعة العملة لتكبيل الاقتصاد وزيادة الأعباء على الشعب اليمني. وقال " الحالة التي يعيشها أبناء شعبنا اليمني هذه الأيام هي حالة إستثنائية علينا الوقوف أمامها بتكاتف جهود المجلس السياسي الأعلى مع جهود الحكومة ومجلسي النواب والشورى للبحث عن الحلول الممكنة وفقا لما هو ممكن ومتاح لدينا في حكومة الإنقاذ الوطني". فيما أشار نائب رئيس الوزراء وزير المالية الدكتور حسين مقبولي ووزير النفط والمعادن أحمد عبدالله دارس ووزير الصناعة والتجارة عبدالوهاب الدرة في كلمات أمام نواب الشعب إلى الظروف والأوضاع الإستثنائية التي يمر بها الوطن جراء الحرب العدوانية والحصار والصعوبات التي تواجه البلاد نتيجة ذلك في المجالات السياسية والاقتصادية والمالية. وقد تحدث نواب الشعب باعتبارهم السلطة التشريعية الذين يقرون السياسات العامة للدولة والخطة العامة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والموازنة العامة والحساب الختامي والقوانين ويمارسون الرقابة على أعمال الهيئة التنفيذية المبينة في الدستور والقوانين النافذة .. مؤكدين ضرورة متابعة تنفيذ توصيات المجلس التي وجه بها الحكومة خلال الفترة الماضية لمعالجة هذه المشاكل . وشددوا على ضرورة بذل المزيد من الجهود الكفيلة بتوفير المشتقات النفطية والغاز المنزلي والمواد الغذائية والدوائية وبأسعار تتناسب والظروف المعيشية الصعبة التي تمر بها البلاد. وحسب وكالة الانباء اليمنية (سبأ) فقد أشار نواب الشعب إلى حجم المعاناة التي يعيشها أبنا الشعب اليمني جراء الأزمات وتصاعد أسعار السلع والخدمات .. مؤكدين أن على الحكومة القيام بواجبها تجاه معاناة الشعب اليمني الصابر وإيضاح ما الذي تستطيع القيام به. وبهذا الصدد أقر مجلس النواب أن يتم خلال أسبوع من تاريخه عقد اجتماعات لرئيس وأعضاء هيئة رئاسة مجلس النواب مع رئيس وأعضاء المجلس السياسي الأعلى ورئيس ونواب رئيس وأعضاء حكومة الإنقاذ الوطني للوقوف أمام ارتفاع أسعار المشتقات النفطية وجميع السلع الأساسية والمواد الغذائية وانخفاض صرف الريال أمام العملات الأجنبية والبحث عن الحلول المتاحة والممكنة لتدارك ما يمكن تداركه والتخفيف من معاناة الشعب اليمني. وكان المجلس قد استهل جلسته باستعراض محضره السابق ووافق عليه وسيواصل عقد جلسات أعماله صباح يوم غد الثلاثاء بمشيئة الله تعالى
