أكدت وزيرة حقوق الإنسان الدكتورة هدى البان أن اليمن قطعت شوطاً كبيراً في تحويل السجون من مكان يقضي فيها المدانون العقوبة القانونية إلى منشآت للإصلاح ومراكز للتأهيل والتدريب ومدارس للتعليم وتوجيه السلوك الإنساني صوب ما ينفع المجتمع، ويحد من الاتجاهات العدوانية وانتشار الجريمة . وأكدت أن إدراك هذا الهدف من شأنه إحداث نقلة متميزة في مجال احترام حقوق الإنسان وصون حقوق النزلاء في المؤسسات الإصلاحية، وفق مبادئ الإسلام الحنيف والمعايير الدولية القاضية باحترام حقوق الإنسان أينما كان وتحت أي ظرف يعيشه. ودعت البان في كلمة افتتاح ورشة حول "السجينات في اليمن" التي تنظمها اللجنة الدولية للصليب الأحمر في العاصمة الاقتصادية والتجارية عدن من (26-28) أكتوبر المؤسسات التعليمية والتدريبية إلى اعتبار المنشآت الإصلاحية امتداداً لمؤسساتها وتقديم برامج تدريبية وتعليمية للرجال والنساء وعلى وجه الخصوص النساء باعتبارهن أكثر حلقات المجتمع ضعفاً وهشاشة والأكثر تعرضاً للنبذ والإقصاء من الأهل والمجتمع مما يجعلهن نهباً لأطماع الأشرار وعرضة للعودة إلى السجون مرة أخرى. وطالبت وزير حقوق الإنسان إدارات السجون تشجيع السجينات على الاستفادة من وقتهن لتعلم مهارات جديدة وإصلاحهن وإعادة تأهيلهن اجتماعياً لافتة إلى ضرورة إعطاء موضوع مستقبل السجينات بعد الإفراج عنهم أهمية قصوى منذ البداية وبما يساعد على إعادة إدماجهن في المجتمع . مشيرة إلى أن وزارة حقوق الإنسان في اليمن بصدد موائمة القوانين اليمنية مع الاتفاقيات والمعاهدات الدولية كبند أساسي في الإستراتيجية الوطنية . السيد جونيكولامارتي – رئيس البعثة الدولة للصليب الأحمر باليمن – أكد في كلمته أن الورشة التدريبية تأتي في إطار برنامج دعم السجينات الذي أطلقته اللجنة الدولة للصليب الأحمر الخاص بالتدريب المهني للنساء السجينات في اليمن كمشروع تجريبي سنة 2001م في السجن المركزي بالمحويت وفي 2002م توسع البرنامج ليشمل السجنين المركزيين بكل من الحديدة وذمار وتواصل التوسع ليشمل عام 2004م محافظة عمرانوعدن وإب وحجة وفي 2006، 2007م شمل صنعاء وتعز و في 2008م أنضم السجن المركزي بصعدة ، ولم تبدأ التدريبات إلا في سنة 2009م .مؤكداً أن الهدف من البرنامج التدريبي المهني للنساء السجينات هو كسر عزلتهن وتعزيز آفاق إعادة اندماجهن في المجتمع عند إطلاق سراحهن . كما ألقيت كلمات من قبل سلطان الشعيبي وكيل محافظة عدن والعميد فضل العنشلي – نائب رئيس مصلحة السجون – أكدت على أهمية هذا البرنامج وأهمية الورشة لإكساب السجينات المهارات والحرف اليدوية والتعليم لمحو الأمية وبما يساعد في بنائهن وإعادة إدماجهن في المجتمع . وتهدف الدورة التي تشارك فيها (70) متطوعة من الهلال الأحمر ومصلحة السجون من محافظات المحويتوالحديدة وذمار وعمرانوعدنوصنعاء وتعز وصعدة تدريب النساء السجينات على مدى ثلاثة أيام تدريبات مهنية حتى يتمكن من الاندماج في المجتمع من خلال تدريبهن على أعمال الخياطة والحياكة والقراءة وتعليم الكمبيوتر. وقد قام الحاضرون والمشاركون في الورشة بافتتاح المعرض الحرفي الخاص بما أنتجته السجينات .
