قالت مصادر اقتصادية أن شركة يمنية لتصنيع الأغذية منيت بخسائر قدرت بمليونين وخمسمائة ألف دولار نتيجة نكاية من أطراف منافسة استهدفت التشكيك بسلامة شحنة قمح مستوردة من الهند بعد أن وصلت الموانيء اليمنية مطلع نوفمبر العام الماضي الأمر الذي أخضعها للفحص مدة تقرب من الخمسة أشهر . وحصل (المؤتمر نت) على وثائق تقول أن 27 ألف طن من القمح الأبيض وصل إلى ميناء الحديدة في العاشر من نوفمبر ، والشحنة تتبع الشركة اليمنية الدولية للصناعات الغذائية وأجريت عليها الفحوصات الروتينية من قبل هيئة المواصفات والمقاييس ، التي أكدت مطابقتها للمتطلبات القياسية فيما عدا وجود نسبة 12% من الشوائب تم خفضها إلى أقل من 7% بعد عملية تنقية . ويقول الدكتور علي عبدالرحمن السماوي من كلية الزراعة أنه حتى وفي حال وجودها يمكن تنقيتها في مطاحن حديثة كالتي تمتلكها الشركة المستوردة وخلال أكثر من 120 يوماً أخضعت عينات من الشحنة لفحوصات عديدة في معامل الهيئة العامة للمقاييس والمواصفات ومعامل جامعة صنعاء نتيجة عدم قبول الشركة المستوردة نتائج الفحص الأولي التي اعتبرته امتداداً لنكاية من أطراف منافسة . وأثبتت نتائج الفحوصات اللاحقة صلاحية القمح ومطابقته لشروط السلامة بعد فحصه منفرداً ، ثم فحصه مطحوناً ، وكذلك فحصه مخلوطاً بأقماح أخرى . يقول مدير الشركة : (إن لشكرتنا تاريخ عريق منذ عشرات السنين ومن غير المنطق أن تجازف بشراء كمية بهذا القدر والحجم دون أن نكون متأكدين من سلامتها على كافة المستويات) . ويضيف السيد ناشر هاشم مدير الشركة اليمنية الدولية لصناعة الأغذية : (لقد فحصت الكمية في أحدث المختبرات العالمية مثل SGS و لويز و Cant قبل شحنها إلى اليمن) قائلاً : (إن المبالغة في الفحص من قبل الجهات في ميناء الحديدة قد جعلنا نشعر أن سمعة شركتنا مهددة) مضيفاً : (لقد حملنا ذلك على اتخاذ قرار تحويل الشحنة بكاملها إلى أعلاف للحيوانات على رغم ما يترتب على ذلك من خسائر) . وحصل (المؤتمرنت) على وثائق صادرة عن وزير الزارعة ورئيس الهيئة العامة للمواصفات والمقاييس ورئيس مصلحة الجمارك تؤكد على الإفراج الفوري عن شحنة القمح ، واستندت الأوامر إلى نتائج الفحوصات التي أكدت مطابقة القمح لحدود المتطلبات القياسية المعتمدة في اليمن . ولكن عوضاً عن تحويل الشحنة التي بلغت قيمتها 7 مليون دولار ، تم توزيعها كأعلاف على مزارع حيوانات في عدد من المحافظات . ويقول حسين الوشاح مدير الهيئة العامة للمواصفات في محافظة الحديدة : (إن تحويل الشحنة إلى أعلاف كان قراراً من قبل الشركة صاحبة الشأن وبحسب طلبها) مضيفاً : (لقد تسرعت وسائل الإعلام في الحكم على عدم صلاحية القمح لأي استخدام في وقت أكدت المختبرات أنه غير ذلك) . حسناً لقد أنطلقت وسائل الإعلام في حملتها من الحرص على سلامة المواطن ومثلها كذلك هيئة المواصفات التي أخضعت شحنة القمح لأكثر من فحص ، لقد كان المواطن هو المحور الذي حمل الشركة المستوردة إلى تحويل تلك الشحن إلى أعلاف حيوانات حتى لا تهتز ثقته فيها ، وكان الثمن بحسب تأكيدات الشركة 2,5 مليون دولار .