انتظرنا طويلا فكل عام يمر كنا نتمنى أن نلاقي أسمائنا معلقه في عرض الحائط ، فكلما مرت سنة مرت أختها مثل ما مرت سابقتها ، عدى الزمن وأصبحت عزيمتنا تتهاوى و تتساقط كأوراق الشجر في فصل الربيع، وأصبحت أحلامنا في التوظيف تصبح كسراب إلى متى يا زمن أو يا وطن سيظل وضعنا على هذا الحال ، انتظرنا وانتظرنا وانتظرنا حتى أصبح بعضنا يحمل عبئا كبيرا فوق أكتافه ، حملا فوق حملا أسرا وأطفالا ، والبعض الآخر منتظر حتى كاد قطارالحياة والزواج أن يفوته ، وكاد عرق الانتظار أن يغرقه ، فأصبحت الحياة تمر كلمح البصر أمام ناظريها، أنقذنا يارب وأنقذنا ياوطن . فجاء الربيع العربي وسقطت حكومات وأفاقت شعوب أخرى ونحن على أمل الفرج والتغيير منتظرين ما مصيرنا ،وفعلا جاء الفرج المنتظر، أخيرا ظهرت أسماؤنا في سجلات التوظيف ولكن ليس في عرض الحائط ، إنما في أوضاع التغير وفي عرض الانتقامات والانتقالات السياسية ، فرحتنا غلبت على تفكيرنا فتسارع الجميع على أسمائهم كالغريق الذي لاقى قش أشجار وأراد التعلق بها كي ينجو من غرقه ، والبعض منا ترك المهجر وما ذاقه من مرارة المهجر وعادا إلى ارض الوطن متأملا الخير فيك ياوطن ' ولكن لانعلم ما ينتظرنا غدا وبالأمس كنا ننتظرك يا وقت كي تأتي وظائفنا ولكن لانعلم أنك تنتظرنا لكي تفاجئنا . توزعنا في أرجاء الوطن وكلا في موقعه وتخصصه ، ولا نعلم ما يخفيه لنا الزمن أو نقول الوطن مرت الأشهر ونحن ننتظر ما ينتظره سابقينا كل شهرا ونحن نرى بأعيننا من قبلنا يتسارعون فرحون كي يستلموا رواتبهم ونحن نقف ونتفرج فقط وانتظرنا مرة أخرى وكأننا في محطة قطار أو في صالة مطار ، ولكن انتظارنا طال لأشهر حتى فرجت وكنت أحسبها لاتفرج ، وبعد خمسة أشهر جاءت حصيلة تعبنا وجهودنا ،وفرحة أخرى لم تكتمل ،رواتب ناقصة فاقت توقعاتنا ونثريات السفر، صبرنا وتحملنا الشقاء وتأملنا إشراق جديد ولكن لم نكن نعلم إن السحب والضباب سوف تعيق وتغطي على الشمس وتمنع نحن من الإشراق المنتظر ، مرت سنه وضل الوضع على ماهو عليه رواتب ناقصة ، وتأتي كل ثلاثة أشهر وكأن الانتظار هو ظلنا إن السفر داخلك والانتظار أرهقنا ياوطن ، أيعقل أننا نستحق هذا ؟؟ أأحب إليك أن نهجرك أم أحب إليك أن نشقى داخلك ؟؟ ألا تريد أن تعيّشنا حياة السعداء ، سعادتنا أن نعيش عيشة إخواننا ، نستلم معهم نفرح معهم ، تسقط أسماؤنا في الواشرات مثلهم ، أحلامنا بسيطة ياوطن ، فالذين أتوا بعدنا ارتسمت الابتسامة على وجوههم ، فمتى سوف ترسم الابتسامة على وجوهنا ؟؟ أم سوف تظل السحابة والضباب تخفيان ويعيقان الإشراق فالتعب والشقاء داخلك ياوطن أمر من مرارة المهجر هل ستنقذنا من غرق الانتظار وتعب الأفكار أم تبقى أحزاننا وشقاؤنا وانتظارنا هو شعارنا !!