تقدم المحامي المصري ممدوح إسماعيل بشكوى للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون يطلب منه التدخل للتحقيق في واقعة اختفاء المواطنة كاميليا زاخر زوجة أحد الكهنة الأقباط بعد أن أعلنت إسلامها، وسط أنباء عن احتجازها داخل أحد الأديرة التابعة للكنيسة المصرية, وتعرضها لإكراه نفسي وبدني للعودة إلى المسيحية. وحسبما نقل موقع الجزيرة فقد ناشد إسماعيل في شكواه مجلس حقوق الإنسان وصندوق الأممالمتحدة الإنمائي للمرأة حماية المواطنات المصريات من عمليات الإكراه الديني والكشف عن أسباب اختفائهن, ومحاسبة كل من تسبب في ذلك. وكانت واقعة اختطاف المواطنة كاميليا شحاتة زاخر زوجة القس تداوس سمعان كاهن كنيسة دير مواس بمحافظة المنياجنوب مصر أثناء ذهابها إلى الأزهر من أجل إشهار إسلامها, وقيام جهات أمنية بتسليمها للكنيسة قد أثارت غضبا شعبيا عارما. وقد جاءت هذه الحادثة بعد مرور خمس سنوات على اختطاف المواطنة وفاء قسطنطين بعد إعلان إسلامها, وتسليمها للكنيسة أيضا ومازال مصيرها مجهولا حتى الآن. وأكد المحامي ممدوح إسماعيل في تصريح أنه لجأ للأمم المتحدة بعد أن أغلقت أمامه كل الأبواب للتحرك القانوني داخل مصر، خاصة بعد تقديم بلاغ للنائب العام المصري للتحقيق في الواقعة وحفظ البلاغ دون إبداء أي أسباب. وقال إسماعيل إن "قوة الكنيسة تفوق قوة الدولة وقوة الدستور والقانون"، واتهم الدولة بالرضوخ تماما لسلطات الكنيسة. وأضاف حسب الموقع أنه سيرسل كل المستندات المتعلقة بالموضوع إلى منظمات الأممالمتحدة المعنية، التي استجابت سابقا لمطالب الأقباط بالتدخل لحمايتهم ونبهت الحكومة المصرية إلى ما تعتقد أنه تجاوزات بحقهم. وبدورها دعت أوساط مسيحية إلى ضرورة التحلي بالصدق والشفافية في التعامل مع هذه الأزمة حتى لا تؤثر على "السلام والأمن الاجتماعي في مصر", وبما لا يقود إلى زيادة حدة الاحتقان الطائفي بين المسلمين والأقباط. وانتقد رئيس تحرير جريدة "أقباط متحدون" عزت بولس حالة التكتم والسرية الشديدة التي تتعامل بها الكنيسة والمؤسسة الأمنية مع الأزمة، وطالب بإطلاع الرأي العام على الحقيقة بلا زيف أو تضخيم. وأضاف أن فرض طوق من السرية على الموضوع سوف يزيد من حدة الشائعات التي قد يذهب بعضها إلى حد افتعال أحداث من وحي الخيال. وقال بولس إن كون السيدة كاميليا زوجة أحد الكهنة بالكنيسة أعطى للموضوع حساسية ورمزية دينية، ورفض اتهام البعض للأمن بالتساهل مع الكنيسة رغبة من النظام في الحصول على دعمها لمشروع التوريث.