بالأمس قال نزار : امشي على ورق الخريطة خائفاً فعلى الخريطة كلنا أغراب وخريطة الوطن الكبير فضيحة فحواجز ومخافر وكلاب . وعليه حِلمنا دوماً في حقبة (العولمة) أن يتحول مشروع الوحدة إلى مشروع يستند الى أسس إسلاميه تحفظ حقوق الحالمين بغد أفضل ,وكنا نعول على النخبة المثقفة الإسلامية بصفتها حاملة لراية الإسلام في الوطن العربي . وبعد أحلاما وحدوية غلب عليها الهوج القومي, نشبت الحرب, ورأينا تداعي الأمم على وطننا الحبيب ,وكل يصفي حسابه مع "ماركس "دون حساب للوطن . ذهب ماركس ,ومازالت تداعب بعضنا أحلام الحرية, تناسينا تلك الحرب ,ولعنا ماركس ,ورحبنا بشيخنا المبجل ذو العمامة والراية الحمراء ,وصلينا الظهر والعصر جمعاً ...وانتظرنا . ولكن فجأة وجدنا ماركس يقوم من قبره ويصافح شيخنا !!. ووقفوا جميعا تحت الشمس الساطعة ..واستظلوا براية حمراء وجمعتهم ضحكات صفراء !!. بدأت مشاعر الخوف تتسرب إلى قلوبنا ,كيف لا وقد رأينا الأرض تنهب والبحر يجرف ,ووظائفنا تسرق وآبائنا يسرحون , رأينا شبابنا يتسولون في قصور صنعاء , كل يبحث عن ما يسد به رمقه ,رأينا طوابير الشباب على أبواب سفارات الممالك يبحثون عن تغريبه حضرميه . رأينا شيخ الجبل وهو يقتطع كيلومترات ويبيعها لنا مترا مترا ,شاهدنا مصانعنا تباع "للحمر" وأهلينا يسرحون ,رأينا بحر مُكلانا يجرف بأوامر إسماعيلية وسواعد صينيه ,رأينا القضاة ,وأفراد الشرطه, والأمن السياسي ,والأمن القومي ,والبحث الجنائي, ,والجيش , يتوافدون إلينا من كل حدب وصوب,ومعيار الكفاءة دوما نطق القاف . صحنا وقلنا لماذا؟ وكيف؟ قالوا لنا إنكم لا تصلحون لشي, فانتم لستم أصحاب قضاء ,ولا تحسنوا حفظ الأمن ولا أداره دوله ,ولا تنسوا إننا المنتصرون ...... المنتصرون؟!!! ,ومافتئوا يذكروننا بيوم السبعات ,وما أدراك ما يوم السبعات . صحنا نريد العدل والمساواة ,فلم يلتف إلينا احد ,يا شيخنا أين أنت , سألنا أين شيخنا قيل لنا انه معتكف يدعوا للمسلمين في بوركينافاسو . انتظرنا سبعه أخرى لنصنع فجرا جديدا ,خرجنا ,بالآلاف نصيح نريد حقوقا . فسمعنا ألوان اللعان وهددونا بحرب ضروس من طاقه إلى طاقه, ومن وبيت الى بيت,ومن زنقه إلى زنقه , فلم نتلفت لهم خرجنا ,وعقدنا العزم على إلا نعود حتى يجعل الله بيننا وبينهم حكما ,قتلوا, هددوا ,حاصروا ,اعتقلوا وليس هناك فائدة . وعندما يئسوا وأنهكم التعب ,وحاصرتهم العمائم والرايات السود ...فجأة خرج علينا شيخنا خطيبا فصيحا يدعونا إلى إقامة دوله الإسلام وحفظ بيضة الدين..تحت راية صالحيه حمراء ,اشتكينا له وقلنا ...وقلنا , قال :اصبر واحتسب حتى يأتيك بكفر بواح ,قلنا يا شيخنا لقد سالت الدماء وذهب المال والولد ...قال لا يجوز اترك عنك الزندقة,واتهمني إنني احمل بذورا خارجية وأفكارا ماركسيه ,لا ادري كيف جمع بين هذا وذاك ولكنه فعل ... ,وقال لي اسمع وأطع ولو جلد ظهرك وكأنه لم يجلد بعد .. ولكن فجأة أخطأت فاديه حمدي وصفعت بن علي على وجه البوعزيزي ,ودخل الرجل المملكة بدون فيزه ...,وأصيبت مصر بعدوى ثورية مافتئت تمتد إلى ان وصلت أزال ارض القصور العوالي و الرايات الحمر ..وسالت الدماء في ميدان التغيير ...لم تكن كدمائنا لقد كانت دماء حمراء!!!.. . فجأة خرج علينا شيخنا وبصحبة ماركس وذوا العمامة السوداء وصاحوا جميعا وبصوت واحد.... الثورة .. الثورة يا شباب , والله لن نعود حتى يرحل هذا الطاغية!!! ... خرجنا واعتصمنا وصحنا ...ولكن فجأة تذكرت!!!..... ولكنه لم يأتي بكفر بواح ؟!!! ...ولم يجلد ظهورهم كما فعل بي ....صحت وسالت ولكن الشيخ لم يجبني بعد ....... مازلت أفكر والحيرة تملأُ قلبي وعقلي ,كيف يجوز الخروج هناك ....ولا يجوز هنا لعله لون الدماء ربما دمائنا ليست حمرا !!!.. وأخيرا... ورغم الحيرة وتبدد أحلام الخلافة الإسلامية التي تداعبني وقومي إلا إن حلم ذهاب الطاغية يؤنسني قليلا رغم إدراكي جيدا إن مشكلتهم لم تكن يوما مع ماركس لقد كانت .....مع الوطن ... فصبرا بني قومي ,اليوم نشوه الثورة وغدا مواقفا صعبه. [email protected]