قيل الكثير عن "الحِراك الجنوبي" الشعبي السلمي..فمنهم مَن يعتبرهُ تمرّداً على واقع ، أفرزتهُ محطاتٌ سابقة ، من عمر تجربة "الوحدة اليمنية " وخاصة عقب الحرب المأساوية التي إجتاحت الجنوب صيف عام 94م ، تحت مُبرِّر تعميد الوحدة بالون (الأحمر)! .. أي ب(الدم)!.. ومنهم من أعتبر ما يجري في جنوبنا الحبيب ، من فعاليات نضالية وعصيان مدني منظم و(ملتزم) بأنه مجرد انتفاضة (سلمية) واعية و(ملتزمة) يُراد من خلالها ، تكريس واقع رافض ومقاوم لكل الأعمال والممارسات القبيحة ، الدخيلة على الجنوب ، وخاصة تلك التي (يتمنطقُ) بها مَن يسمون أنفسهم ب (الشرعيين)! أو ما كان يُطلق عليهم ، إبان تلك الحرب الظلومة ، ب (قوات الشرعية)!! وفي الطرف الآخر ..هناك من وجد في الحراك الجنوبي السلمي ، تعبيراً حيّاً عن شعور بالكراهية أو (ثقافة الكراهية) نحو كلِّ من هو شمالي الاصل والمولد! حيث لم يكتف أصحابُ ذلك (الطرح) الممجوج ، ببثِّ روح الكراهية ، في أوساط إخواننا (الشماليين) بل عمدوا إلى شحن الأوضاع (المأزومة) وتأجيجها الى درجة فرض حصار وطوق أمني ، ضارب على بعض محافظات الجنوب والتي لن يكون آخرها ، ما يجري- الآن - من أحداث دامية وأليمة ، في الضالع او ردفان او المسيمير او طور الباحة او اجزاء من شبوه وابين وحضرموت والمهرة! إن من يغذون أسباب الفرقة والشتات والتشرذم ، في اوساط اليمنيين ، هم تلك الوجوه التي الفناها في العهود الشمولية ، ما قبل يوم 22 مايو 90م ، وهم من كانوا ألدّ أعداء الديمقراطية ، ولا يزالون ، الى ما شاء الله تعالى فقط ؛ يتغنون بالديمقراطية ، رغما أنوفهم ، حتى يظهروا أمام العالم ، بأنهم ديمقراطيون ، لا يصادرون حقوق الناس ، في التعبير الحقِّ عن إرادتهم الحرّة ولكنهم مهما تظاهروا، فمكشوفون ..ومفضوحون لا محالة ، وما المواجهات الساخنة ، ومن طرف واحد والتي راح ضحيتها ، أناسٌ أبرياءٌ ، في الجنوب ، إلاَّ التعبير الحقيقي و(الصادق) أنَّ المتظاهر بالديمقراطية ، قد عرَّى نفسه بنفسه ، وكشف عن مراميه الخبيثة ، عبر قمع الإرادة الجماهيرية (الحُرّة) المُعبرِّة ، عن حقيقة الأوضاع ، على الأرض ، في الجنوب الملتهب ، منذ عام 94م! وقبل أن يتداعوا للحوار الذي يقولون أنهم ملتزمون به ، للخروج من الازمة اليمنية (الطاحنة) الراهنة! ..عليهم ؛ أن يتحلوا بروح ديمقراطية ، مفعمة بالتغيير نحو (الافضل ) ، وأن ينبذوا أساليب الهيمنة والتسلط التي إعتادوا عليها ، في إدارة شؤون البلاد والعباد! فلا يغيِّرُ اللهُ ما بقوم ، حتى يُغيِّروا ما بأنفسهم . القائمُ بأعمال رئيس تيار المستقلين الجنوبيين صنعاء في 13/6/2010م عزاء آل العطاس أتقدّمُ بصادق العزاء والمؤاساة ، إلى السيد المهندس حيدر أبوبكر العطاس رئيس مجلس الوزراء الأسبق ، وذلك بوفاة والدته الفاضلة ، سائلاً المولى عزَّ وجل ، أن يتغمدها ، بواسع رحمته وجزيل غفرانه ، ويسكنها فسيح جناته.. ويلهمنا جميعاً الصَّبرَ والسلوان إنا لله وإنا إليه راجعون