تتسارع الأحداث وتضطرب الأوطان وتقفز عقارب الزمن إلى الأمام وتثور الشعوب لتزلزل عروش حكامها وتصنع لنفسها المجد والعزة والكرامة وبها يعيد التاريخ نفسه في ثياب تتفق مع أذواق الجماهير ،في أحدا مقالاتي السابقة والتي يتصدرها عنوان رفقاً بنا أيها التاريخ حذرت فيها من مغبة التجاهل والإهمال والاستمرار في ممارسة سلطاتنا الر سمية لبعض التصرفات الخاطئة والتي يراقبها الزمن ويبحث عنها التاريخ على طبق من ذهب ما لم فان الزمن سوف يلدغها بعقاربه ليشل حركتها ويتخذها التاريخ مركب له في رحلة الطويلة للعودة متخفي في تلك الثياب التي تتفق مع تطلعات الجماهير ،وبالفعل كان ظني في نصابة فما تشهده بلادنا في الوقت الراهن قد استشعرت به بالأمس في مقالي السابق وربما أخافني كثير حتى إنني رجوت من التاريخ أن يرفق بنا،وقد أثبتت الأحداث الجارية بارتباطها مع الماضية أن عودة التاريخ حقيقة لا جدال فيها ،في 28سبتمبر 1961م اجتاحت العاصفة المشئومة بلاد الشام واليمن لتقضي على طفولة واو صار وقواعد الوحدة العربية الوليدة هناك وبالفعل أجهضت وحده مصر مع سوريا بعد إعلانها في 22من فبراير1958م تحت مسمى الجمهورية العربية المتحدة ثم سار بها الطريق إلى وحدة اليمن لتغرس أنيابها المكشرة فيها في العام 1994م وتحولها من وحده مرغوبة إيراديه إلى وحده مكروهه ومفروضة بقوة السلاح المفرطة المعلنة في 22 من مايو 1990م باسم الجمهورية اليمنية 0 وفي مثل ذلك اليوم وتحديداً في 28 فبراير تعود العاصفة مره أخرى في حليتها الجديدة الداعمة إلى الخير والتقدم والخلاص من الظلم والاستبداد وتجتاح الوطن العربي لترسخ أسس وقواعد اللحمة العربية لتكن البداية من تونس ومحطتها الأخيرة اليمن مرورا بمصر وسوريا،وعاد التاريخ نفسة. تنتهي ولاية محافظ حضرموت سالم علي الديني الكندي بنهاية حكم الرئيس قحطان الشعبي في العام 1969م وبعد مرور حوالي 42عاماً عاد التاريخ نفسه بعودة أسرة الدينّ لتتولى منصب محافظ محافظة حضرموت خالد سعيد الديني ومن منا لا يدري بان يعيد التاريخ نفسه لتكن نهاية ولايته بنهاية حكم الرئيس علي صالح وعندها يمكن القول بان التاريخ عاد نفسه ،ومن خلال عودته المتكررة وما لم تعالج جروح الوطن النازفة ويغلب طابع حبة والمصلحة الوطنية ومستقبلة على النظر إلى المستقبل والمصلحة الشخصية فاني استشرف بعودة عاصفة 28 السبتمبرية لتحاول القضاء على وحدة اليمن الغالي وإجهاضها إجهاض تام،وتعود الشعوب وتصرخ بصرخاتها الحزينة المليئة بالظلم والاضطهاد والشوق للحرية البالغة عنان السماء وفروعها في الأرض طالبت عودت التاريخ ليعود ومعه الحرية وكرامتهم المسلوبة بينما حكامها تنفض خوفاً وتطلق صرختها المرجئة والمستعطفة بقولها رفقاً بقولها بنها أيها التاريخ ولكن هيهات فان التاريخ لا يرحم.... [email protected]