لأني أعرفهم جيداً ، كما أعرف نفسي ، وبما أنَّي ترعرعتُ في ذلك الحي السكني (الخشبي) المتواضع ، بمديرية خورمكسر ، وتقاسمتُ مع شبابه وأهله وأطفاله ، ورجاله وشيوخه ، حلو ومرَّ الحياة ، إبَّان فترة السبعينيات والثمانينيات ، من القرن الميلادي المنصرم ن فأني لهذا وذاك ، أستنكرُ –شديد الاستنكار- الهجمة الحكومية (الأمنية) الشرسة التي يتعرَّضُ لها أبناءُ "حي السعادة" بمديرية خورمكسر –محافظة عدن الجنوبية! كما يُؤسفني جداً ، سماع سقوط ضحايا ، من شبابها الوادعين المُسالمين ، أو تعرُض (بعضهم) للضرب المُبرح ، وغير المُبرَّر، من قبل قوات الأمن (اليمنيَّة) المُدججة بكلِّ صنوف وأنواع السلاح الثقيل والمتوسط ، والخفيف العيار! في إتصال هاتفي ، أجريتهُ مع (بعض) المُقربين ، من الأهل الذين لا يزالون يسكنون تلك البيوت (الخشبية) التي أنتهى عمرُها الافتراضي ، قبل حوالي عشرين عاماً ، من الآن ..أفادوني بأنَّ الوضع الامني ، في مديرية خورمكسر عامة ، وحي السعادة على وجه الخصوص ، لا يبشرُ ، إلاّ بمزيد ، من التدهور ، في قادم الأيام! حيثُ تجري عملية (تطويق) للأحياء السكنية الفقيرة ، من إتجاه ساحل أبين القريب من الحي ، وهناك إنتشارٌ مهول للعربات المسلحة وناقلات الجند التي إحتشدت جميعها ، تحت غطاء مكافحة إرهاب القاعدة !! .. وهي كلمة حق ، يُراد بها باطل .. أي إلصاق تهمة "الارهاب" القاعدي ، بشباب الاحياء البائسة ، بمديرية خورمكسر!..وهذا أمرٌ لن ينطلي علينا ، كأبناء لهذه الاحياء ، ونعرفُ من هُم -أصلا - أصحابُ تلك الحُجج الواهية التي يتمنطقون بها ، في مواجهة غير متكافئة ، من حيث العُدَّة والعتاد ، مقارنة بشباب ، لا يملكون إلاّ صدوراً عارية ، سلاحُهم الوحيدُ ، أنهم رافضون ، لكل أشكال العبث التي طالتهم وطالت محافظاتهم الجنوبية ، عقب حرب صيف 94م ، حتى اللحظة ، والى ما شاء الله تعالى .. مؤمنون بعدالة قضيتهم ، مهما طال الزمن!..وأعرفهم ، حقَّ المعرفة ، بأنهم لا يقبلون الضيم على أنفسهم ، او على غيرهم ، من ابناء محافظات الجنوب الأخرى.. ومن العار ، أن تلصق بهم ، تهمة "الارهاب" القاعدي ، كما تصوِّرُ ، السلطات اليمنية ن الأمر، للاعلام الخارجي!! وأحلفُ -يميناً مغلظة- بأنهم أبرياءٌ ، من تهمة الارهاب "القاعدي" وعلى السلطة اليمنية (الحاكمة) ، ألاّ تخلط (الاوراق) على نفسها ..فإنَّ السِّحر –طال الزمن ام قَصُرَ- سينقلبُ على (صاحبه) ودروس وعبر التاريخ هي دليلنا الى تلك الحتمية! وكما يقولُ المثلُ الشعبي الدَّارج "نهاية الحنش للمُحِّنش"! والحليم تكفيه مجرد اشارة ولا جاكم شرّ القائم بأعمال رئيس تيار المستقلين الجنوبيين