يأمل نادي برشلونة و عشاقه أن تأتي مغامرة تعيين لويس انريكي أحد أبنائه في منصب المدير الفني للفريق الأول بنفس الثمار و النتائج التي جاءت بها مغامرة الإسباني خوان لابورتا رئيس النادي السابق للنادي بتعيينه بيب غواردويلا في نفس المنصب في عام 2008 عندما حقق معه النادي الألقاب وأفضل النتائج على مدار أربع مواسم خاصة الموسم الأول على الرغم من المعارضة الشديدة التي تلقاها الرئيس السابق من مختلف أطراف النادي. اليوم و بعد مرور ستة أعوام على تلك المغامرة يأتي الإسباني جوزيب بارتوميو الرئيس الجديد للنادي الكتالوني ليُقدم على مغامرة مشابهة على اعتبار ان انريكي يشترك مع غوارديولا في العديد من المواصفات ، مثل كونه واحد من أبناء قلعة النوكامب وافتقاره للخبرة الكافية التي تساعده على تدبير الشؤون الفنية لنادٍ عريق وكبير بحجم برشلونة ، كما أن أسمه لا يصنف في خانة المدربين الكبار حتى الآن ، كما أن ظروف تعيينه في منصبه الجديد تتشابه مع ظروف تعيين غوارديولا ، وذلك لكونها تأتي بعد موسم مخيب لآمال عشاق الكتالان ، حينما خسر الفريق على جميع الجبهات المحلية و الخارجية فضلا عن ضرورة القيام بغربلة وثورة في صفوف الفريق بتسريح لاعبين و والتعاقد مع آخرين.
صحيفة " سبورت " الكتالونية والمقربة من بيت البلوغرانا تناولت موضوع المقارنة بين المغامرة التي قام بها لابورتا عام 2008 و تلك التي اقدم عليها بارتوميو في 2014 ، حيث رأت بأن الدفع بإنريكي يصب في سبيل تحقيق هدف واحد و هو طي صفحة الإخفاقات و فتح صفحة الإنجازات ، ورأت بأن نفس المعايير التي شجعت لابورتا على اختيار غوارديولا لخلافة الهولندي فرانك ريكارد هي نفسها التي حثت بارتوميو على الاستعانة بإنريكي رغم قدرة إدارة البارسا على التعاقد مع أحد المدربين الكبار.
و برأي الصحيفة الكتالونية فأن القرارات التي سيتخذها إنريكي هذا الصيف ستكون نسخة مطابقة لتلك التي راهن عليها غوارديولا في صيف عام 2008 بداية من تحديده لائحة اللاعبين الذين يرغب في الحفاظ عليهم و العمل معهم ليشكلوا قاعدة المشروع الذي يطمح لتحقيقه بداية من الموسم الأول له على رأس الجهاز الفني على اعتبار ان جماهير البارسا تواقة للعودة إلى منصات التتويج خاصة بعد نكسة هذا الموسم الذي شهد تتويج الغريمين قطباً العاصمة مدريد و اقتسامهما للغلة الإسبانية و الأوروبية.
و تؤكد الصحيفة بأن نجاح مشروع البارسا مع مدربه الجديد انريكي يحتاج من الأخير إلى قرارات جريئة و مصيرية تتعلق بتسريح عدد من الكوادر دون أن تحدد أسماء بعينها ، ولو ان كل الاحتمالات تؤكد بأن الامر يتعلق بلاعب الوسط الإسباني سيسك فابريغاس والمهاجم التشيلي الكيسيس سانشيز و الظهير البرازيلي داني الفيس و متوسط الميدان الكاميروني الكسندر سونغ فضلاً عن رحيل الحارس فيكتور فالديس و اعتزال القائد كارليس بويول ، مقابل القيام بصفقات نوعية حتى وإن كان أصحابها ليسوا من الأسماء الرنانة على غرار الحارس الألماني تير شتيغن .
ورأت الصحيفة ان إنريكي سيحتفظ بسبعة أسماء لمساعدته على تحقيق النجاح و هم الأرجنتيني ليونيل ميسي و مواطنه خافيير ماسكيرانو و المدافع جيرارد بيكيه و لاعبي خط الوسط تشافي هرنانديز و اندريس انييستا و بوسكيتش ، حيث يشكل هؤلاء اللاعبين نواة التشكيل الأساسي الذي سيخوض به انريكي الاستحقاقات الرسمية للموسم الجديد ، وهو مايجعل الإدارة الجديدة إستحالة التفريط في احدهم مهما كانت الأسعار و المغريات ليس فقط من الناحية الفنية بل أيضاً من الجانب المعنوي على اعتبار انهم ينتمون للجيل الذهبي للمدرب غوارديولا الذين قادوا الفريق لتحقيق سداسية تاريخية .
ويؤكد التقرير ان نجاح غوارديولا في موسمه الأول مع البارسا كان بفضل عوامل عديدة من ضمنها جرأته و شجاعته على اتخاذ قرارات في وقت كان الجميع ضده ، خاصة قراره بتسريح ابرز نجوم الفريق وهم : البرازيلي رونالدينيو و البرتغالي ديكو و بعدهم بعام الكاميروني صامويل ايتو لانهم لم يكونوا يتوافقون مع خططه في فرض أسلوب لعبه و في فرض سيطرته على غرف الملابس وهو المدرب الشاب للفريق ، لكون المدرب الجديد يحتاج لمن يساعده و ليس لمن يُعيقه بقلة انضباطه او عدم جاهزيته الذهنية و عدم احترامه لتوجيهات مدربه .
وبحسب تقرير ال " سبورت " فأن انريكي قادر على إعادة البسمة لمحبي البارسا ليس فقط من حيث احراز البطولات و الألقاب بل من حيث إستعادة طريقة اللعب الجميلة التي عرف بها الفريق زمن غوارديولا القائمة على اللعب الهجومي لتبقى الجماهير المحبة للبلوغرانا تنتظر بشغف انطلاق الموسم الجديد لتقف على كفاءة و قدرة انريكي على قيادة دفة البارسا .