لم تنجح أي موهبة كروية في السنوات الأخيرة في الظفر بالكرة الذهبية التي تُمنح لأفضل لاعب في العالم باستثناء لاعبين يقدمان في كرة القدم كل فنونها ومتعة المشاهدة وإدهاش جماهير المستديرة على طول وعرض كوكب الأرض.. البرتغالي كريستيانو رونالدو والأرجنتيني ليونيل ميسي الأول صاروخ ماديرا والثاني البرغوث، عشر كرات ذهبية تقاسمها من سنة لأخرى كان للإنجازات والأرقام والحضور صفة الحسم في كل اختيار سنوي.. الفائز الأخير بالكرة الذهبية كان رونالدو الذي حقق مع الريال دوري الأبطال ولقب الليجا وقاد البرتغال إلى لقب بطولة أمم أوروبا وقبلها كان ميسي قد استحوذ على كرة خامسة ليستمر الصراع بين النجمين حتى اللحظة.. هناك الكثير من نجوم كرة القدم الذين تجاوزهم التصويت ولم يكونوا في يوم السعد بحسب اختيار المدربين والنقاد والخبراء، لكن هذه المرة يتواجد الفرعون المصري (محمد صلاح) نجم منتخب مصر وليفربول الإنجليزي الذي قدم مستويات راقية في الدوري الإنجليزي وفي البطولة الأهم أبطال أوروبا بصورة تفوق فيها على كل لاعبي كرة القدم العربية المحترفين في مختلف دوريات العالم.. محمد صلاح مع ليفربول حكاية عربية جميلة ومثال للنجم العربي الذي يقدم وطنه ونفسه كقدوة فرضت نفسها بين نجوم "البريمرلينج" وجسد اللاعب بشخصيته أخلاقاً رفيعة ونجومية خلقت قصة حب بينه وبين مشجعي الليفر، الكثيرون يرون بأن صلاح قد يُنهي هيمنة الثنائي رونالدو وميسي من الاستحواذ على كرات الذهب هذا الموسم.. فكل ما يقوم به إلى الآن يقلص فارق الخطوات بينه وبين الكرة الذهبية الأولى التي قد تُمنح لأول مرة في التاريخ للاعب مصري الجنسية عربي الهوى. يتساءل متابعو كرة القدم في أنحاء العالم ما إذا كان محمد يستحق أن يكون في سلة واحدة مع تشكيلة من نجوم الكرة يتصدرها الصاروخ والبرغوث والرهيب موديريتش، وبإطلالة سريعة على ما يتحقق للثلاثي المتألق نجد أن رونالدو قاتل من أجل لقب الأبطال في حين امتلك ميسي فرص أخرى بجانب لقب الدوري الإسباني ولقب الهداف وهي بطولتي الكأس والسوبر.. فيما صلاح تصدر قائمة هدافي الدوري الإنجليزي وكان مرشحاً للفوز بالحذاء الذهبي الذي يُمنح لأكثر اللاعبين تسجيلاً للأهداف في موسم واحد بدوريات أوروبا وكذا اقترابه بشكل كبير من الوصول إلى البطولة الحلم في أوكرانيا. أما نجم خط وسط ريال مدريد موديريتش فقد تألق في دوري أبطال أوروبا وقاد منتخب بلاده إلى نهائي كأس العالم في روسيا هذا العام وحصد لقب أفضل لاعب أوروبي. ما يميز صلاح أنه الإفريقي الذي ُسجل 10 أهداف في دوري الأبطال في موسم واحد متجاوزا الكاميروني صامويل إيتو واكثر اللاعبين تسجيلا للأهداف في موسم واحد في الدوري الإنجليزي برصيد 30متساويا مع الإيفواري دروجبا. حتى الآن لا يمكن توقع هوية الفائز بالجائزة لهذا الموسم لتقارب التوهج الكروي بين الرباعي رونالدو وميسي وصلاح وموديريتش خاصة في حال تمكن المصري من الفوز بلقب الأبطال ولكن ذلك لم يحصل ومع هذا سيكون اللاعب الذي تألق أيضا مع منتخبه الأم مصر وقادها للتأهل إلى بطولة كأس العالم بروسيا هو المرشح الأبرز ليكون العربي الوحيد الذي يُتوج بكرة ذهبية في ظل تواجد نجمين أسطوريين لا زالا يقدمان فواصل الإبداع من أجل التفرد بكرة سادسة تلاشت فيما بعد حظوظ ميسي واقترب الكرواتي موديريتش من الفوز بأول كرة. الطموح مشروع وكرة القدم لا تختبئ خلف نصف الأداء ولا غياب العبقرية، فقط عندما يُنهي هذا الموسم دوران الكرة وتطير الطيور بأرزاقها سننتظر من يكون أفضل لاعب في العالم وليكن مصريا عربيا لنقل أن القائمون على الجائزة لم يبخسوا النجوم أرقامهم خاصة وأن نجمنا يعتبر أول مصري يتوج بجائزة الاتحاد الإفريقي لأفضل لاعب منذ 34 عاماً والتي اعتبرها الكثيرون تمهيداً للفوز بالكرة الذهبية على مستوى العالم أجمع.