بعد خيبة مونديال 2014 والخروج من الدور الاول وبعدها مشاكل مونديال 2018 بعد طرد المدرب لوبيتيغي الذي كان قد تعاقد مع ريال مدريد قبل انطلاقة المونديال الروسي وتعيين فرناندو هييرو مدربا للاروخا في العرس الكروي الاكبر والخروج المخيب امام روسيا بضربات الجزاء كان لا بد من تغيير ما في العقلية والجهاز الفني وحتى اللاعبين. وقام الاتحاد الاسباني بهذه الخطوة وتعاقد مع مدرب سلتا فيغو وبرشلونة السابق لويس انريكي لاعادة الماتادور الى السكة الصحيحة . وما هي الا اشهر حتى عادت اسبانيا قوة عالمية يهابها الجميع ودكت شباك وصيف بطل العالم منتخب كرواتيا بسداسية وهزمت انكلترا واعادت لنا ملامح اسبانيا 2008 و 2010 و 2012 . الكاتب اوليفر مايلز تحدث عن العصا السحرية التي استعملها انريكي لاعادة اسبانيا الى الخارطة العالمية في مقال خاص فيه لموقع سكاي سبورتس فيما يلي ترجمته: وقال الكاتب : انريكي بدأ بالثورة باستبعاد جوردي البا نجوم برشلونة بالرغم من ان الاخير لديه انطلاقة موسم مميزة لكن انريكي يعتمد على ماركوس الونسو اساسيا وبديله غايا من فالنسيا . من ناحيته اكد البا احترامه لقرار المدرب حين قال انه يود العودة الى المنتخب لكنه قرار المدرب وعليه احترامه. الخطوة الثانية التي قام بها انريكي كانت بتقليص معدل السن في المنتخب فبعد ان كان اللاروخا معدله 28 سنة وستة اشهر اصبح الان ما يقارب ال 26 سنة وشهر. وفي روسيا كان هناك 7 لاعبين فوق ال 30 سنة في قائمة روسيا 2018 واصبح الان العدد 4 لاعبين فقط. ومن الدماء الجديدة التي دخلت الى المنتخب او عادت اليه هي مارك بارترا مدافع بيتيس 27 سنة وخوسيه غايا 23 سنة ساؤول نيغويز 23 سنة رودريغو و داني سيبايوس 22 سنة ناهيك عن منح اسينسيو 22 سنة دور اكبر مع الماتادور. اسبانيا لم تكن سيئة جدا في لقاء روسيا حين خرجت من الدور 16 للبطولة بركلات الترجيح فقد اتمت لقاءات تاريخيا من حيث عدد التمريرات الناجحة اذ كان لاسبانيا 1114 تمريرة في اللقاء مقابل 290 فقط لاصحاب الارض والجمهور قائد اسبانيا سيرجيو راموس من ناحيته مرر 179 كرة وهو تفوق لنفسه على افضل ممرر في روسيا لكن مع كل ذلك غابت الواقعية والاهداف وخرجت اسبانيا من البطولة خالية الوفاض . لكن مع انريكي تغير كل شيء فقد سجلت اسبانيا 12 هدفا في 3 مباريات منها 6 في مرمى وصيف بطل العالم . الاسلوب الذي اعتمده انريكي هو التمرير الكثير ولكن الى الامام وتناوب الكرة مع المهاجمين وابرزهم رودريغو لاعب فالنسيا واسينسيو نجم ريال مدريد الصاعد. رودريغو الذي لم يشركه هييرو في المونديال اصبح اساسيا مع انريكي وسجل في مرمى انكلترا وكذلك فعل في كرواتيا اضافة الى هاتريك من اسينسيو ليشكل الثنائي هوية جديدة لمهاجمي الماتادور. واضاف انريكي الى قائمته لاعب بوروسيا دورتموند الكاسير العائد الى الحياة من الناحية التهديفية وسجل هدفين في مرمى ويلز اضافة الى سوسو لاعب ميلان الايطالي الذي تميز ايضا . مع انريكي لن تتخلى اسبانيا عن هويتها الكروية الا انه اضاف اليها بعض الواقعية والسعي لتسجيل الاهداف من دون اللعب السلبي الذي يجعلك تخسر المباريات والبطولات لذا مع انريكي اسبانيا عادت الى الساحة العالمية وبقوة من جديد
