يتابع العالم بأسره حاليا منافسات بطولة كأس الأمم الأوروبية يورو 2020 والتي قدمت كرة القدم الأوروبية كعادتها بصورة زاهية الجمال وكاملة الأناقة .. صورة لفتت انظار العالم وشدت الانتباه اليها .. صورة جعلت العالم اجمع لا حديث له سوى كمية الاثارة والمتعة الكروية التي قدمتها وتقدمها منتخبات القارة العجوز والتي لا حدود لها . متعة فائقة ولا مكان للتكهنات بطولة فاقت متعتها كل التوقعات بفضل الاداء الراقي والكبير لكل المنتخبات وبلا استثناء سواء كانت من اصحاب التصنيفات الكبيرة أو تلك التي كان يظنها البعض صغيرة وستكون لقمة سائغة لكبار حيتان القارة العجوز .. وخابت فيها كل التكهنات والتخمينات بسبب المنافسة الكبيرة التي رفعت شعارها جميع المنتخبات والتي ضربت بكل تلك التكهنات والتوقعات عرض الحائط الكروي العالمي، حيث شهدنا انتصارات عظيمة ومدوية لمنتخبات كانت الى قبل البطولة خارج حسابات الفوز وداخلة في حسابات الخسارة .. الأمر الذي زاد من المتعة الكروية التي ابهرت العالم اجمع وجعلت ملاعب البطولة في معظم البلدان الاوروبية المشاركة فيها قبلة لانظار محبي المستديرة الساحرة من كل ارجاء المعمورة الذين عاشوا اجمل لحظات حياتهم مع كل لمسة حلوة .. وكل بينية ساحرة وكل هدف جميل الهب الأيدي معه تصفيقا وجعل اهات الاعجاب تصدر مدوية من كل فم. ولعل حضور المفاجآت الصارخة والغير متوقعة هو ما اضفى عليها المزيد من الجمال وجعل كل مبارياتها مسرحا للتشويق والإثارة التي سحرت العقول والالباب وأسرت معها القلوب . خروج الكبار يثبت جدية المنافسة وعدم الاعتراف بالاسماء .. ولعل خروج حاملة اللقب البرتغال وبطلة العالم فرنسا ومن بعدهم الماكينات الالمانية ومن قبلها الطواحين الهولندية لهو خير دليل على ان كرة القدم لا تعترف بالأسماء بقدر اعترافها بمن يجتهد ويسعى جاهدا لاثبات ذاته وايجاد مكانة مرموقة به بين كبار القوم ..
مدرسة نموذجية .. ودروس بالمجان.. ومن هنا ايها السادة يمكن اعتبار بطولة اليورو الحالية مدرسة نموذجية مجانية وكل مباراة فيها بمثابة درس مهم وشيق ملىء بالاثارة والمتعة التي قدمتها منتخبات القارة العجوز لكل انحاء العالم .. وهي دروس لن تمر مرور الكرام من قبل المهتمين والمتابعين للشأن الكروي العالمي وستكون تفاصيل كل مباراة فيها مرتعا خصبا للمدربين واللاعبين في كل اصقاع الارض لتحليله والاستفادة منه لتطوير القدرات والامكانات لديهم .. اوروبا الافضل والأقوى.. ونظرا لكمية المتعة الكروية التي قدمتها المنتخبات الاوروبية للعالم فقد جددت القاعدة التي لا يختلف عليها اثنان من محبي ومتابعي كرة القدم العالمية بأن كل بطولات الامم الأوروبية هي الافضل والأقوى على سطح المعمورة وانها بمنافساتها المبهرة ومستويات فرقها الاكثر من رائع جعلت منها أفضل واقوى من بطولات كأس العالم التي تشهد كل بطولاتها تواجد منتخبات ضعيفة ممن ضمنت تمثيل قاراتها في هذا المحفل العالمي ولكنها لا ولن تقارن بقوة وجودة ومتعة الاداء الاوروبي .. نعم وصارت بطولات اليورو تغرد وحيدة خارج سرب الملل والرتابة الكروية التي تسيطر على بطولات ومنافسات بقية قارات العالم .. لتصبح وبلا منافس صاحبة الرقم واحد على وجه الارض وتحظى بكل عبارات الاشادة والثناء .. وصار الكل يتفنن في اختيار اروع كلمات المديح وبات شعراء العالم الكرويون يتنافسون في نظم القوافي والتغزل بكل جماليات وروعات الاقدام والرؤوس الاوروبيةوالتي رسمت على ملاعب اليورو اروع اللوحات الفنية .. وعزفت بجماعيتها واثارتها اروع السيمفونيات التي ابهرت الجميع وجعلتهم يتمنون عدم انتهاء منافساتها واستمرار مسير قطار الاثارة والمتعة الاوروربية الى ابعد نقطة ممكنة والا يرتبط بمحطة نهاية وختام والتي للأسف الشديد سيفقد العالم فيها متعة اللعب الجميل وروعة الاداء الراقي وفنيات وجماليات الكرة التي سحرتهم بها كمية النجوم الأوروبية التي كانت عند مستوى الحدث وقدمت نفسها مجددا على انها الاروع والاكمل والامثل على مستوى العالم.