لم يكف أي مراقب من انتقاد أداء فرناندو توريس منذ انتقاله المثير للجدل من ليفربول إلى تشلسي في عام 2011، ولكن المهاجم الإسباني سجل هذا الموسم ثلاثة أهداف أكثر من نجم انكلترا واين روني، على رغم أن الأخير شارك في عدد أقل من المباريات، وأقل بأربعة أهداف فقط من متصدر قائمة هدافي مانشستر يونايتد روبن فان بيرسي. روميو روفائيل – إيلاف: وكانت مآثر روبن فان بيرسي في تسجيل الأهداف في بداية الموسم الحالي ساعدت بشكل فعال على فوز مانشستر يونايتد بلقب البريمير ليغ قبل فترة طويلة من الموعد المحدد لاختتامه. وتراجع أداءهوعدم تسجيله للأهداف – أحرز هدفاً واحداً فقط في المباريات ال12 الأخيرة – تزامن مع خروج الشياطين الحمر من دوري أبطال أوروبا وكأس الاتحاد الانكليزي.
في تشلسي، كان تأثير فرناندو توريس مناسباً في بداية حملة هذا الموسم– في الوقت الذي لم يصل إلى تألقه الرائع الذي أظهره عندما كان في ليفربول – ولكنه أفضل الآن عندما كاد يدرك الجميع على أنه اللاعب المرهق جداً والذي تم شطبه في مثل هذا الوقت من الموسم الماضي.
أين، وضد مَن، سجل توريس (29 عاماً) أهدافه التي يمكن القول إنها نقطة خلاف رئيسية؟
جاءت 7 من أصل 19 هدفاً لمهاجم البلوز في البريمير ليغ، التي سجل معظمها في مرمى خصوم اعتبروا ضعفاء في الدوري، وحسم هدفه في مرمى مانشستر سيتي الموقف في مباراة الدرع الخيرية، وتمكن من تسجيل هدف واحد فقد ضد أقرب منافسي تشلسي في الفوز 2-1 على ارسنال في وقت سابق من حملة هذا الموسم.
مع ذلك، نوعية الخصوم لم تكن مشكلة بالضرورة، فقد وجد توريس المرمى ضد شاختار دونتيسك الرائع وروبين كوزان المتألق، الذي بالتأكيد كان سيتحدى للتأهل إلى أحد المراكز الأربعة في يوروبا ليغ إذا لم ينجرف في انكلترا فجأة.
وما هو مثير للإعجاب عن فوز توريس بمباراة الخميس ضد كوزان في يوروبا ليغ، هي جهوده الشجاعة وحركات التواءه بسرعة وطبيعته المشرقة والمبتكرة.
وإذا كان المرء قد راقب الاسباني بانتظام عندما كان في أتلتيكو مدريد في منتصف الألفية، فقد كان يشعر بأن الضجيج كان خفيفاً بسبب التناقض النسبي للاعب، وشعوره بأنه "لاعب الثقة" – مثل العديد من المهاجمين – إلا أن ثقته كانت هشة للغاية.
وبالفعل لعب توريس 8 مباريات متتالية من دون أن يحرز هدفاً في نهاية حملة الليغا 2004/2005، ولكن الأهم كان يلعب لنادي مسقط رأسه. الفريق مع توقعات مخفضة نسبياً مدعوماً بمشجعيه الذين على استعداد لإعطاء فرصة لبطلهم لإستعادة مستواه المعهود.
لدى جماهير تشلسي الحاليين توقعات أكبر من مشجعي اتلتيكو مدريد في ذلك الوقت، حتى أن بعضهم يعرض القسوة في انتقاده للأداء المتوقع من أبطالهم.
وبينما فقد توريس بعض ذروة وتيرته التي كان يقدمها في ليفربول، إلا أنه استعاد شيئاً من الثقة التي يبدو أنه كان قد فقدها إلى الأبد. وخفف المهاجم ديمبا با عنه الحمى والغضب إلى حد ما، في حين لا يبدو تعيين رافائيل بينيتز مديراً فنياً مؤقتاً لتشلسي قد ساعدته، ولم يكن على النحو الذي كان يتوقعه المراقبون.
من الناحية التكتيكية، يتم استخدام المهاجم الاسباني في دوره المفضل –مركز رأس الحربة الذي تصدره ديدييه دروغبا قبل رحيله – إلا أن المساعدة الرئيسية جاءت من تأثير "الصواعق المانعة" التي قدمها بينيتز عن غير قصد: جماهير البلوز مشغولة جداً بكره رافا أكثر من إعادة توجيه أنظارها إلى توريس الذي بدا أكثر هدوءاً وسعادة نتيجة لذلك.
وينبغي على توريس أن يبدأ بتسجيل الأهداف في مباريات البريمير ليغ. وإذا حقق أرقاماً مزدوجة في هذه المنافسة بحلول نهاية الموسم، فإنه سيتم النظر على موسم تشلسي على أنه كان جيداً.
يذكر أن توريس يحتل المركز الرابع في قائمة هدافي البلوز في الدوري الممتاز برصيد 7 أهداف، يتقدمه أيدن هازارد (8) وخوان ماتا (10) وفرانك لامبارد (12).
ربما سيحتاج إلى ارتداء هذا القناع المثير للسخرية الذي يمكن أن يعطيه بشكل شاذ ذريعة عدم الكشف عن هويته التي يحتاجها للتوقف عن زيادة التفكير حول تحركاته عندما يكون في مراكز الذي كان دائماً قادراً على العثور عليها وتحقيق نتائج ايجابية منها.
وفي كلتا الحالتين، فإن الحديث عن نهاية توريس يبدو سابق لأوانها، بالنظر أن المهاجم ذكي ومستعد للعمل بنشاط. ويمكن أن يكون هناك "عقد ايجار" طويل الأجل كما يتكيف في اللعبة على حساب سرعة حارقة أقل. ونجحت هذه الطريقة مع اسباني آخر بعد كل شيء، فأداء راؤول ليس سيئاً للغاية وهو في منتصف الثلاثينات من عمره.