شن عدد كبير من الصحافيين الإسبان بجميع توجهاتهم الرياضية والسياسيّة هجوماً شرساً على المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو المدير الفني لريال مدريد وطالبوا بطرده تأديباً على رفضه الصعود لاستلام ميدالية الوصيف من الملك خوان كارلوس. حازم يوسف-إيلاف: طالب عدد كبير من الصحافيين الإسبان على مختلف مشاربهم الرياضيّة والسياسيّة بطرد المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو المدير الفني الحالي لنادي ريال مدريد كخطوة تأديبيّة عقاباً له على رفضه الصعود لمنصة التتويج واستلام ميدالية الوصيف من قبل الملك خوان كارلوس وفقاً للبروتوكول الملكي.
وغاب مورينيو عن مشاهد استلام الميداليات لصاحب المركز الثاني ورفض الصعود برفقة لاعبيّه لمصافحة الملك خوان كارلوس ما أشعل احتجاجات واسعة النطاق عبر مواقع وشبكات التواصل الاجتماعي وخاصة "فيسبوك" و"تويتر" وانبرى عدد غير قليل من الصحافيين لشن هجوم بلا رحمة على مورينيو تنديداً بما قام به واستنكاراً لمخالفته قواعد "البروتوكول الملكي".
ولم يٌشاهد النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو أيضاً مع زملائه اللاعبين الذي صعدوا لاستلام الميداليات من الملك الإسباني ليزيد "الدون" الطين بلة ويجعله عرضة لانتقادات عنيفة من قبل الصحافيين والمتابعين والمشجعين والأنصار داخل المملكة الإسبانيّة.
وقال أحد الصحافيين السياسيين في مدريد أن مورينيو أهان الملك خوان كارلوس برفضه الصعود لمنصات التتويج ومصافحته كما جرت العادة في مراسم المباريات النهائيّة.
وتعرض مورينيو لحالة طرد من قبل الحكم كلوس غوميز وطلب منه ترك مقاعد البدلاء إثر اعتراضه العنيف وتفوهه بكلمات لفظية قاسية في مشهد تناقلته كاميرات التلفزة وعدسات المصورين ما انعكس سلباً على أداء لاعبيّ "البلانكو" فيما تبقى من عُمر المباراة.
على الجانب الآخر، صعد قائد أتلتيكو مدريد الذي خرج من المباراة مطروداً في الشوط الإضافي الثاني إلى منصة التتويج وقام بحمل كأس الملك إيذاناً باحتفالات "الروخي بلانكوس" بلقبه العاشر في تاريخ المسابقة المحليّة.
وقال ألفريدو ريلانو رئيس تحرير صحيفة "آس" الإسبانيّة "كل مرة تخسر مدريد يكون هناك شجار. مدريد لا تعرف كيف تخسر وتتقبل الهزيمة. يعطون صورة بأنهم فريق مشاكس بامتياز".
ويشير ريلانو إلى العنف والعصبية التي أصبحت سمة أساسيّة على لاعبيّ الريال وخاصة في مواجهات "الكلاسيكو" منذ قدوم البرتغالي جوزيه مورينيو على رأس الإدارة الفنيّة للقلعة البيضاء في صيف 2010 آتياً من إنتر ميلانو الإيطالي.
وتهكم ريلانو على حال "البلانكو" في مقالته واختار عنوان "الأتلتيكو أحرز العاشرة الخاصة به" في سخريّة واضحة من ترقب الجماهير المدريدية العريضة للبطولة العاشرة في مسابقة دوري أبطال أوروبا التي يحمل الريال رقمها القياسي في عدد مرات الفوز بها.
في المقابل، هاجم الصحافي مانولو لاما في حديثه لإذاعة كادينا كوبيه المدرب البرتغالي مورينيو مطالباً إياه بترك تدريب الميرنغي بعد ثلاثة أعوام في قيادته فنيّاً.
وقال مانولو لاما بنبرة قويّة للإذاعة الإسبانيّة:"اخرج يا مورينيو... اخرج من الباب الخلفي.. لقد تركت ريال مدريد منقسماً بسببك أنت".
وتمنى لاما أن يتخلص ريال مدريد سريعاً مما أسماه هو شخصياً ب"لعنات مورينيو" في إشارة لحجم الخلافات الداخليّة في غرفة خلع الملابس ودخول البرتغالي في سجالات كلاميّة وملاسنات لفظية مع عديد اللاعبين أبرزهم مواطنه بيبي الذي دافع عن الحارس إيكر كاسياس مطالباً الجميع بأن يُظهروا الاحترام الكامل لقائد الفريق على خلفية اعتماد مورينيو على دييغو لوبيز أساسياً وتركه "القديس" على مقاعد البدلاء رغم عودته من الإصابة سليماً.
ووصف مورينيو في المؤتمر الصحافي الذي عقده عقب نهائي الكأس أن موسمه الثالث مع مدريد بأنه "فاشل" إثر خروجه من نصف نهائي دوري أبطال أوروبا على يد بوروسيا دورتموند الألماني وحلوله وصيفاً في الدوري الإسباني خلف البطل برشلونة بفارق كبير من النقاط فضلاً عن فشله في الفوز بكأس الملك وسقوطه على أرضه أمام الجار اللدود أتلتيكو الذي فك نحساً دام 14 عاماً محرزاً البطولة العاشرة في تاريخ مشاركاته في المسابقة المحليّة.