تشهد المساجد في العاصمة صنعاء موجة من التحريض والخطاب الطائفي الذي تنتهجه مليشيات الحوثي ما تسبب في عزوف الناس عن حضور خطبة الجمعة وتحين موعد الإقامة فيما اكتفى البعض الآخر بالصلاة في المنازل. وأكد سكان محليون في صنعاء ل الصحوة نت أن خطب الجمعة في مساجد العاصمة صنعاء أصبحت عبارة عن شحن طائفي وتحريض على القتال في الجبهات بعد الخسائر التي تكبدها الحوثيون خلال الأشهر الماضية. وذكر السكان "أن الحوثيين تعمدوا اختيار خطباء طائفيين يحرضون بشكل مستمر ضد معارضيهم في إطلاق تهم العمالة والإرهاب والشتم بأسلوب غير لائق بمنبر الجمعة وقداسة الشعيرة". ويقوم المسلحون الحوثيون بتفتيش المواطنين في المساجد أثناء دخلوهم إليها، يصل أحيانا إلى تفتيش أشياء شخصية مثل الجوالات لترصد المعارضين لهم من أجل اختطافهم. كما أن الخطباء الحوثيين يدعون في كل خطبة المصلين للتبرع للمليشيات تحت ما يسمى ب "المجهود الحربي"، بالإضافة إلى ما عرف مؤخراً بحملة دعم البنك المركزي التي دعا إليها زعيمهم عبدالملك الحوثي. وكانت مليشيات الحوثي قد عملت على تغيير معظم خطباء المساجد بالقوة في العاصمة صنعاء التي يسيطرون عليها منذ سبتمبر من العام 2014، واستبدالهم بخطباء حوثيين في ظل رفض وتذمر أغلب السكان في أحياء العاصمة ومناطق سيطرتهم. وفي مطلع نوفمبر الماضي اقتحمت مليشيات الحوثي مسجد رابعة الأحمر للمرة الثانية على التوالي وفرضت على المصلين خطيباً تابعاً لها، وهو ما أدى إلى خروج مئات المصلين، وتسببت موجة من السخط والاحتجاج ضد الخطباء الحوثيين بانسحاب المصلين من عدد من المساجد أثناء الخطبة في أمانة العاصمة. وكانت ميلشيات الحوثي قد هددت الخطيب الموالي لهم "عبد الوهاب الديلمي" بتغيره بعد اتهامه لهم باللصوصية قائلا أنهم "سرقوا ثروات اليمن وخيراته، في حين يقبع المواطن اليمني البسيط في حالة يرثى لها". وخلال الأسبوع الماضي هتف مواطنون في أحد المساجد "بالروح بالدم نفديك يا يمن" بدلا من الصرخة الحوثية التي تفرضها مليشيات الحوثي في المساجد بعد كل صلاة امتثالا لأوامر إيرانية دخيلة على المجتمع اليمني.