يغيظهم صبر الاصلاح وعقلانيته، ويتألمون من هذا التموضع الحكيم والاخلاقي والذي لايخلو من الحصافه والحِذق في تحركات الاصلاح السياسية. يريدونه ساذجاً غبياً تحركه إنفعالات اللحظة القاصرة. وعندما يعيد الاصلاح رسم نفسه متوحداً مع مصالح الأمة اليمنية بقضاياها الوطنية. لا يعجبهم! نعرفهم بسيماهم ومنشوراتهم ولحنهم في القول. تلك النوعية من الأشخاص الذين يربطون سعادتهم وجذلهم بشئ وحيد هو (إخفاق الاصلاح في قراءة المشهد او صبيانيته في التعاطي مع تغيرات المشهد السياسي). كثير من المصطفين وراء المشروع الامامي او وراء الحلم الانتقامي لعفاش يجهدون حين تناقشهم في انتزاع هذا الاقرار منك.. (بأن الاصلاح كان شريكا في جلب الكارثه التي حلت باليمن!). دواخلهم تعرف ان من راهنوا عليهم وركبوا الخيول تحت رايتهم ادخلوا اليمن نفقاً مظلماً وكانوا اوهى من بيوت العنكبوت! فلماذا تظل انت ورفاقك في النضال الوطني متخففين من وخز الضمير واللوم المعذِّب؟! هو يأكل ملئ شدقيه ثمن بيع المبادئ وخداع الاجيال وخيانة الثوابت الوطنيه وانت تقضي ايامك وراء قضبان السجون ومحاطاً بخنادق الجراح ومتنقلاً من مخبأ الى مخبأ ومن تل الى جبل الى وادي تحمل بندقيتك مع شركاء الوطن لتعيد الوطن الى الطريق السوي.
ثم يقول لك: كلنا شركاء فيما وصل اليه الحال! يقول لك احدهم متصنعاً الانصاف: كلهم كانوا السبب! ويحلم منك وانت المقاوم المستباح منذ الانقلاب المشؤوم ان تُسديه اقراراً غبياً بضلوعك في رسم اللون الاسود لهذه الايام المظلمة من عمر الوطن. انت شريك! وقد بذلت كل جهدٍ مضنٍ وتنازل ٍمؤلم ومددت يديك نحو كل الايدي التي كانت في فترة نشوة تأنف من مصافحتك. وتروج في اعلامها الضحكات الساخرة مما تسميه الذل والانحناء! انت شريك! وقد رفعت صوتك تحذر من اصوات الطوفان المتربص بالوطن. وما زالت الكارثة تحبو! الطرح الذي يدعي المساواة بين مشروع الانقلاب الكارثي ومشروع المقاومة المُنقذ يمكن اعتباره أحد الفيروسات التي تريد نخب الإنقلاب وجهازها الدعائي حقن وعينا بها.