لم يساورني شك وأنا أقرأ اعتزالية الاعتراف بكم التهديدات الدافعة بشخصكم المعتزل الذي آثر السلامة بعد مناشدة أمكم المهمومة بخوفها على فلذة كبدها الدكتور مروان الغفوري! ولا أراك إلا رجل عرف قدر نفسه وأنه لا طاقة لك بويل الذين ضايقوك وأنت في أقصى بقاع الأرض برلين والتي لم تشفع لك إقامتك فيها باستمرارية دوام الاستقرار وأنت تسطر كتاباتك التي أزعجت المركز الطائفي مؤخراً والذي لطالما تحاشيت نقده ومهاجمته طيلة 14عاماً قبل أن يجني عليك تطاولك عليه في أطروحتك الذائعة الصيت ( زيديون في لباس جمهوري! ). وأراني متعاطفاً معك في سلسلة الأسباب التي على أساسها قررت اعتزال الكتابة كما حددتها في الشأن السياسي اليمني كونك لا تحب لعب دور الشهيد أو البطل ، فجميع أقاربك وعشيرتك الذين قتلوا بسبب كتاباتك والذين لوحقوا وتعرضوا للتهديدات من وراء نزغك المارد وقلمك الثائر! رفضوا الانحناء وواجهوا مصيرهم والسبب وقع كتاباتك من برلين!
وكم أحزنني وصفك لحالة الكبت التي تحملتها بسبب ما تعرضت له وأنت تكبت كل المعاناة تلك!وكل هذا لا لشيء سواء ما جناه عليك رأيك رأيك الذي جاهدت وتجاهد في سبيل النضال من أجل الشعب والوطن! بيد أنّي أتساءل أين ذهبت حاشية السياسة الذين تربطك معهم علاقة وطيدة منذ ظهورك وأتساءل أين ذهب الشيوخ والضباط في الحرس الجمهوري! الذين تربطك بهم علاقات وطيدة تفتخر بها في معرض سطور ( كتاباتك) وأنت تصرح وبقوة في مرمى ما تسطره وقد اتصل بك الشيخ حميد! وتواصل معك الجائفي واخبرك المقدشي! وعليه ترى لماذا لم توفر لك كل هذه العلاقات والاتصالات حيزاً محترم من الأمن والحماية وتسير واثق الخطى قدماً كمواطنك البخيتي الذي يسب آلهته ليل نهار ولم يعتزل!
وقد نفترض أن من تربطك معهم العلاقة اليوم هم حلفاء شرعية الرئيس هادي فقط! المعادون لمعسكر الانقلاب أو لنكن دقيقين المعادون ( لرجال المركز الطائفي حد وصفك! ) إذاً ما الذي دهاك لكي تهاجم المقدشي وتسطر باستفاضه عن تبعيته للمركز الطائفي بعد أن ترك قبيلته في ذمار تقاتل مع الحوثيين وذهب إلى مأرب كي يقود لواءً جمهورياً !
ومع احترامي الشخصي الذي لا يلغي وجهة نظري من اعتزالك الملتبس الفهم مع فارق التوقيت الآني الغير متوقع خاصة وقد ضمنت اعتزالك بأسفك اللامفهوم لعبدالملك الحوثي وعلي عبدالله صالح! ولا أجد في تقييمي لقرار اعتزالك فيما عزيته لضغوطات فاقت التحمل! إلا محاولة في الهروب من الحقيقة! وقد كتبت طيلة 14عاماً تشرع احتلال الجنوب وتقصي نضاله وتضحياته وفي الحرب الأخيرة التي حسمها الجنوبيين ومازالت تستعر على ترابك الوطني! هاجمت كل ما يمت بصلة في انتصار الجنوب وإلى وقت قريب استمرئت العداء غير أنه وفي كل عوائية معادية للجنوب انبرى لك الفريد بن فريد لكي يفحمك مراراً وتكراراً!
ولكنك صحوت وحاولت أن تصدح بالحقيقة الكاملة! ولم تستطع!! في حين أنه كان مرضياً عليك وسأكون مهذباً من ( ممن تتلقى منهم الأمر لكي تهاجم الجنوب عقداً ونيف من الزمان!) ولا أجد تفسير أقرب لوجهة نظر تحترم غير أنك كفرت بثقافة التبعية! وعار العبودية والاذلال! وياليتك قلت الحقيقه كما هي فذهبت تنكش ( عش الدبابير! ) وأزعجت المركز الطائفي الذي كنت فيه موفور العناية والرعاية!
وقد يكون اعتذارك لصالح والحوثي غزل سياسي محترف من مثقف وكاتب يجيد التموضع والتخندق جيداً في سبيل النضال من أجل الوطن ! كيف لا وأنت القائل في ختام قراءتك وأنت تهاجم المركز الطائفي! من يرى قصر المقدشي في مأرب لن يجرؤ أن يتحدث عن مقدار الشرف والأمانة قط !!