لشهر رمضان في اليمن نكهته وروحانيته التي يتشابه فيها مع الدول العربية الأخرى، إلا أن الحرب التي تشهدها اليمن بسبب الانقلابيين "الحوثيين وصالح" الذين خطفوا السلطة ومؤسسات الدولة تجعل أجواء رمضان لهذا العام أشبه بمقابر الموتى. وفي حين كانت اليمن تستبشر بمدفع الافطار في رمضان، فإن مدافع الحوثي ومليشياته المنبوذة هي من حلت بديلا وجلبت الموت والغلاء والجوع والأوبئة القاتلة لأبناء صنعاء. تشتدّ معاناة الناس أكثر في المدن الكبيرة التي تعيش احتلال حوثي بالنسبة إلى سامي عبيد الذي يقول للصحوة نت "من الصعب تصور حلول شهر رمضان بعد أيام قليلة ولا زلنا نتجرع المعاناة وانقطاع المرتبات، والغلاء الفاحش في كل شيء , وسوء أوضاع الناس في كل النواحي فلا كهرباء ولا ماء نقي والخدمات معدومة". ويضيف: " بل كيف سيأكل الناس او يتراحمون فيما بينهم وهم في ظل مجاعة حقيقية". سامي يشكو من عدم قدرته، على توفير متطلبات رمضان من طعام وشراب، لافتا الى أن معظم اليمنيين يتشاركون هذا الواقع السيء". يقول انه مُجبر على الاستغناء عن أطعمة كثيرة تعوّدت عليها اسرته بل الاستغناء عن متطلبات تعتبر اساسيه لحياتهم. من جانبها تؤكد تقول المعلمة نوف الحمادي "للصحوة نت " أنها عاجزة عن شراء كل ما يلزم أطفالها وعائلتها، بسبب عدم توفر المال اللازم. وانقطاع الرواتب وفي ظل الغلاء الفاحش. وتضيف بأن متطلبات شهر رمضان صارت تمثل معضلة كبيرة لا يقدرون على مواجهتها بسبب غلاء الأسعار، إلى جانب أن كثيرا من السلع مغشوشة وفاقدة الصلاحية ,وحال الناس اصبح اسوأ هذا العام بسبب تعنت مليشيا الحوثي وعدم تقديرها لمعاناة الشعب حيث ما تزال مستمرة في حروبها وتقود الوطن والناس للهاوية.
* سلب للحياة والكرامة أزمة خانقة يقر بها الجميع ويعترف، الجوع والغلاء وانقطاع الرواتب في ظل حرب اشعلها الانقلاب، اكلت الأخضر واليابس وأنتجت مجتمعا كل ما يتمناه الحصول على لقمة عيشه بكرامة.. يقول «أبو ناصر»، وهو صاحب سوبر ماركت، «لم نشهد حركة بيع وشراء كما جرت العادة قبل الأزمة، فنحن نملك محلاً للبيع بالجملة ، وحركة الشراء التي كانت تجري عادة مع بداية كل شهر رمضان تراجعت هذا العام إلى أقل من النصف وذلك بسبب الأوضاع المالية الصعبة التي يعيشها اليمنين بشكل عام».
وتابع حديثه للصحوة نت قائلاً «كان البعض يعول على راتبه ويقوم بالتبضع قبل شهر رمضان، لكن أي من ذلك لم يحدث، لذلك لم يكن هناك إقبال على شراء المواد التموينية. فلم يعد هناك قوه شرائية وأصبح كثير من الناس عاجزين عن توفير متطلباتهم الأساسية.ممااثر علينا نحن التجار بشكل كبير".
أم خالد ، ربة منزل في العاصمة صنعاء، تقول «ها نحن الآن في النصف الثاني من شهر شعبان، ولكن لم نشعر باقتراب شهر رمضان حتى الآن ولم نبدأ بعد بالاستعداد له، رغم أننا اعتدنا على استقبال رمضان بحفاوة وفرحة في كل عام، أما في هذا العام لم يعد هناك سوى الخوف والقلق في بلد لم يعد به أمان». وتسترجع أم خالد ذكريات العام الماضي وكيف كان الناس يستعدون لاستقبال شهر رمضان، وتتابع: «كانت الأسواق مكتظة بالناس في مثل هذا الوقت من العام الماضي، والروحانيات تعم المكان اما الان فكل شيء يشبه الموت". وفيما تكابر قوى الانقلاب وتشعل الحروب يحلّ شهر رمضان مرة أخرى على اليمنيين أليماً، لا يشبه ما كان عليه في الأعوام السابقة.