قفزة نوعية للريال اليمني في عدن وسط إستقرار ملحوظ في صنعاء    بن الوزير: نقلة نوعية بمسار المشاريع الاستراتيجية في شبوة    توسع الاحتجاجات الشعبية الغاضبة في المكلا    القسام تستهدف آليات للاحتلال بخان يونس وتوقع قتلى وجرحى    وفاة الفنان المصري لطفي لبيب عن عمر 77 عاما    الرئيس المشاط يعزّي في وفاة الشيخ سيف عبدالله مريط    مسؤولون صهاينة: المرحلة الرابعة من الحصار البحري اليمني تنذر بشلل اقتصادي حقيقي    عدن تحتضن انطلاق مرحلة ال16 من مسابقة أمير الشعراء برعاية إماراتية    النفط يرتفع في التعاملات الآسيوية المبكرة    أمين عام الإصلاح يعزي رئيس الفريق الاقتصادي في وفاة والدته    15 دولة توجه نداء جماعياً تعتزم فيه الاعتراف بدولة فلسطين    الرئيس الزُبيدي يترأس اجتماعًا موسّعًا لهيئة الأركان ويؤكد: النصر قرار لا رجعة عنه    التونسي "الجوادي" يحرز ذهبية السباحة 800 متر في بطولة العالم للألعاب المائية    صندوق النقد يرفع توقعاته للنمو العالمي إلى 3% عام 2025    اليمن يُحيي اليوم العالمي لمكافحة الاتجار بالبشر    نقابة الصحفيين تسعى لشراكة مع الأمن للتوعية بخطر المخدرات    تدشين مشروع لدعم النازحين والفئات الضعيفة في الضالع    العملة الوطنية تتعافى جزئيًا مدفوعة بالإجراءات الأخيرة للبنك المركزي    قوة أمنية تفتح الطرق وتفرّق المتظاهرين بالمكلا بعد موجة احتجاجات غاضبة    لماذا نركز على الاختلافات ونتجاهل المشتركات في غرف المحادثات؟    محطة يوجنو ساخالينسك لرصد الزلازل:وقوع زلزالين بالقرب من جزر الكوريل الروسية    الجمعية الوطنية تحمل مجلس القيادة مسؤولية تدهور الخدمات الأساسية    بايرن ميونخ يتعاقد مع المهاجم الكولومبي لويس دياز لثلاثة مواسم    9 قطع من أثاراليمن تباع بمزاد في إنجلترا في سبتمبرالمقبل    تحذير طبي: وضع الثلج على الرقبة في الحر قد يكون قاتلاً    ريال مدريد يمنح مبابي القميص رقم 10    درجات الحرارة المتوقعة اليوم الأربعاء في الجنوب واليمن    مقتل قيادي حوثي وإصابة عدد من عناصره برصاص قبليين في محافظة ذمار اليمنية    خبير اقتصادي : إلزام مؤسسات الدولة توريد إيراداتها إلى البنك المركزي غير واقعي حالياً    7 علامات تدل على نقص معدن مهم في الجسم.. تعرف عليها    خبير في الأرصاد: تحسن فرص هطول الامطار على عدة محافظات والامطار الغزيرة تتوسع    تسجيل صهاريج عدن في قائمة التراث العربي    إحباط مخطط نهب النفط الخام بشبوة والقبض على متهمين    وزارة الشباب والرياضة تمنح نادي النصر حريب الاعتراف النهائي    الفريق السامعي لمجلس النواب: معركة مواجهة الفساد لا تقل أهمية وخطورة عن المعركتين الاقتصادية والعسكرية    رصد هزات زلزالية تضرب وسط البحر الأحمر    من يومياتي في أمريكا.. الأرض بفضائي تضيق    الذكاء الاصطناعي يكشف عن الفائز بالكرة الذهبية    فشل جهود فتح طريق رئيسي يربط بين جنوب ووسط اليمن    الترب:انقاذ اليمن لن يتم الا بالحوار والسلام    السعودية لا تدعم في الظلام ولا تمول الفوضى ياعموري    ليلى تودع مونتريال.. وميرا وإيما إلى الدور الثالث    محور الغيضة العسكري يوضح بشأن الافراج عن الشيخ الزايدي    ليس اسمه الصحيح.. لاعب النصر الجديد لا يُدعى «فيليكس»    غداً.. الصقر يواجه ميناء المخأ في افتتاح بطولة بيسان الكروية 2025    سريع يعلن استهداف مطار بن غوريون وإسرائيل توقف الملاحة الجوية    الرئيس المشاط يعزّي في وفاة المهندس أحمد قائد بركات    الرئيس الزُبيدي يشيد بالتدخلات الإنسانية للجنة الدولية للصليب الأحمر في بلادنا    باحث يمني يكشف عن عرض آثار يمنية في مزاد عالمي بالمملكة المتحدة    وصل الجولاني فحل الظلام.. فرحل الرحباني.. فيلسوف الفن وفنان الفلاسفة    المشي الياباني.. فوائد صحية كبيرة بأقل قدر من الوقت    "الخضيري": ابتعدوا عن الدقيق الأبيض.. واعتمدوا التخمير الطبيعي 12    سباق لحماية أطفال اليمن من الشلل و242 ألف لم يتلقوا اللقاحات الروتينية    العلامة مفتاح يؤكد أهمية أن يكون الاحتفال بالمولد النبوي هذا العام أكبر من الأعوام السابقة    المحرّمي يبحث مع وزير الأوقاف تعزيز نشر الوسطية ومواجهة الفكر المتطرف    رسالة نجباء مدرسة حليف القرآن: لن نترك غزة تموت جوعًا وتُباد قتلًا    اجتماع برأسة الرهوي يناقش الاعداد و التحضير للاحتفال بدكرى المولد النبوي    جبر الخواطر يكفيك شر المخاطر:    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رمضان فرحة مسروقة..في حياة اليمنيين
قهرهم الزمن وقذف بهم البؤس إلى شاطئ الحسرة والألم
نشر في الصحوة نت يوم 13 - 08 - 2010

تمر حياة اليمنيين بهموم مسكونة بالألم كتب عليهم الصبر على كثير من المشاكل والمعاناة التي تزيد كلما لاح هلال الشهر الكريم. ففي بلاد يغلب على سكانها الفقر والعوز يجد الكثيرون أنفسهم في مواجهة الغلاء المتصاعد.. يعصف بهم كل عام ودون مبرر فليس الغلاء فقط هو الغول الذي يلتهم الجميع بل دائرة كبيرة اتسعت على اليمنيين: فساد-نذر حرب- سيول وأمطار- يمن بلا كهرباء وماء.. والقاعدة..منظومة حياتية يعيشها المواطن اليمني بلا حول ولا قوة صنف آخر يعيش تحت هجير الشمس المحرقة يتكاثر أعدادهم.. مع انعدام ضمائر الحكومات السابقة واللاحقة والتجار الجشعون.
على.. الرصيف
أناس قهرهم الزمن وقذف بهم البؤس إلى شاطئ الحسرة والألم يغوصون في سبات عميق غير عابئين بصراخ المارة ولا بأبواق السيارات ولا لهيب الشمس المحرقة حتى مآذن الجوامع التي تسمع من مسافات بعيدة لا تحرك فيهم ساكنا فأجسادهم منهكة ارتمت فوق الكراتين الآتية مع رياح الفقر والعوز.. أعمارهم هلامية تمر بلا فائدة، ففي رمضان ينامون النهار ويتلقون بقايا طعام الآخرين أو عبر موائد الخير، جثث هامدة تنتظر الموت فوق الأرصفة كما يعيش قائد البعداني- 40عاما: افترش زاوية في الجامعة الجديدة لا يتحرك أبدا ولا يأبه لأحد يتفرس الجميع ويبتسم بخبره إذا رمى له أحدهم «بعشرة ريال»
عند حديثي معه تبين أنه يعاني من اضطراب نفسي.. ترك زوجته وأولاده ولا يعرف أين هم.
يقول: رمضان رزق لأمثالنا.. فنحن وإن عانينا البرد والحر ونظرات الناس ولكن هناك خيرون كثر.. انفصلت عن عملي منذ عشر سنوات بحثت عن آخر ولم أجد تركت زوجتي وأولادي.. ولا أعرف أين هم، وأعيش الآن على التسول.
أطفال آخرون إما متسولون أو عاملون البعض منهم لا يعرف له أهل ولا مكان ينام كغيره في أي زاوية تحتضنه حتى يأتي وقت ازدحام الناس وتسابقهم للمساجد والعودة لبيوتهم للإفطار.. ليبدأ عملهم في الاستعطاف وأخذ كل ما يتسنى لهم لسد جوعهم.. ولكن يبقى الرصيف هو المكان.
أجواء.. حزينة
على ديدن الأزمات الاقتصادية الخانقة وتدهور الريال اليمني ونقص المواد الحياتية والمنغصات الأخرى.
استقبل الناس رمضان بأجواء حزينة مع موجة الارتفاع الجنوني لأسعار المواد الغذائية لا يختلف الوضع كثيرا من أقصى اليمن إلى أقصاها ليتحول شهر الرحمة والمغفرة إلى شهر الأزمات في خصوصية يمنية خالصة نظل نحن اليمنيين الاستثناء في كل مناسبة دينية أو فرائحية بعد أن صار الهم الاقتصادي هو الشغل الشاغل لأرباب الأسر.
أحمد علي- موظف وأب لأسرة مكونة من 4أبناء يقول: لا أعرف من أين سأوفر متطلبات رمضان هذا العام وسط موجة الغلاء فراتبي لا يصمد حتى منتصف الشهر فكيف مع رمضان المواد الأساسية لم أستطع توفيرها بسبب مضاعفة الأسعار أقول للحكومة: رمضان كريم.
أم غالية وقفت حائرة وهي تتأمل السلع الغذائية سألتها عما تبحث، قالت دامعة: إلى الآن عشرة ألف في مصاريف لا تكفي الأسبوع.. أفكر كيف يمكن توفير البقية لآخر الشهر، الله لا ألحقهم خير من أضاعوا علينا فرحة رمضان.
غلاء عالمي.. في رمضان
اشتعلت أسعار معظم المواد الأساسية في الأسواق المحلية خلال الأيام القليلة الماضية بنسب عالية وصلت في بعضها إلى أكثر من خمسين بالمائة عما كانت عليه كموسم اعتاد التجار على استغلاله سنويا بطريقة سيئة وسط غياب الرقابة من الجهات المعنية الحكومية، هناك أسعار تجاوزت نسبة الزيادة التي طالتها 100% كالسكر وغيرها من المواد، الغلاء أيضا طال العديد من السلع كالتمور والألبان والزيوت التي يقبل عليها المواطنون بكثرة وخاصة في هذا الشهر الكريم.
أحمد الحرازي: تاجر يقول: لم تطرأ أي زيادة عالمية على الأسعار والمواد الغذائية ولكن نحن في اليمن العكس كل شيء يرتفع: البعض من التجار كلما أقبل الناس على شراء المواد الاستهلاكية الأخرى يجد مبررا في زيادة الأسعار.
كمال الصرمي- مدرس: موجة الأسعار التي أشعلت في الأسواق يشترك فيها طرفان التجار والحكومة فكلا يغني على ليلاه فلا حكومة تراقب وتاجر يشغل الانفلات الحكومي خاصة إذا كانت هناك مصالح مشتركة.. ومواطن يقبل على الشراء في شهر رمضان بشراهة ليقع فريسة التجار.. ونحن بشكل خاص في اليمن.. كل شيء يرتفع.. ولا يجد طريقه للنزول، أما في رمضان.. فالغلاء عالمي.
أسواق الحراج.. ملاذ الفقراء
تلجأ بعض الأسر إلى شراء ملابس العيد لأطفالها قبل حلول شهر رمضان المبارك تجنبا للحمى التي تصيب أصحاب المحلات في هذا الشهر إلا أن الكثيرين من تلك الأسر إذا عجزت عن شراء الملابس الجديدة وخاصة إذا كان عدد أفرادها يزيدون تستعيض عن ذلك بشراء تلك الملابس من «الحراج» حتى لا تفوت فرحة صغارها.
تشير أم غدير أنها تضطر لفعل ذلك حتى يفرح أولادها وكثيرا من الأحيان تشتري للبعض والآخرين من الحراج أما هذه السنة فهي عاجزة تماما.
من جانب آخر هناك تجار الأرصفة والذين ينافسون بشدة المحلات الكبرى في العديد من البضائع يقول صالح سر: أن زبائنهم من الموظفين والأسر محدودة الدخل، ويعتبر رمضان موسما جيدا بالنسبة لهم إلا أنهم يعانون من ملاحقة حملات البلدية المتكررة.
أما عن السر في ارتفاع ملابس الأطفال خاصة يقول محسن الضبيبي: صاحب محل ملابس أطفال ارتفاع الأسعار في بلد المنشأ نتيجة ارتفاع الخامات التي تصنع منها ملابس الأطفال وارتفاع سعر الدولار مقابل الريال والرسوم الضريبية وكل هذا يضاف على التكلفة النهائية ثم هامش ربح تاجر الجملة وتاجر التجزئة وكل ذلك يؤدي إلى هذا الارتفاع في الأسعار.
أصبحت الأسواق الشعبية وأسواق الحراج التي لا تحمل أدنى المواصفات لأنها الملاذ الإجباري للمواطنين قليلي الدخل أما الفقراء فلا عزاء لهم ويختم المشهد لكثير من الأمهات والآباء وهم يقفون متحسرين عاجزين عن شراء ما يرسم البسمة على وجوه أطفالهم.
حكومة.. زيادة الخير ذراع
وكظاهرة رمضانية متكررة تأتي أزمة انعدام الغاز.. كهرباء طفي لصي، وايتات الماء.. وفوقها فواتير حكومية لا تنقطع بانقطاع خداماتها هذا المشهد الرمضاني الذي ينافس المسلسلات الرمضانية أصبح طبيعيا مع قرب هلال .. الاستغلال ووسط عجز حكومي عن ضبط من تسميهم بالمتلاعبين بأسعار المشتقات وخاصة مادة الغاز فقبل أن تشرق شمس الغد يأتيك تجار محلات بيع الغاز بأسعار تصاعدية أو يغلقون محلاتهم تحت شعار: ادفع أكثر تحصل على اسطوانة غاز، بينما أكثر المواطنين يتأهبون للوقوف صفوفا لا تنتهي أمام المحلات واضعين أيديهم على قلوبهم كلما سمعوا بتسعيرة جديدة.
خالد الخولاني- مواطن أشار أنه مع اقتراب شهر رمضان يرتفع سعر الغاز أو يختفي.. مع أن لي ثلاثة أيام أبحث عن اسطوانة فارغة احتياطا في رمضان إلا أنني لم أجد غاز لليوم «الظاهر بانقضي رمضان مساربة على الغاز».
الماء والكهرباء، أزمة ليست جديدة بل كل يوم تزداد سوءا والتباشير اليومية بالإنطفاءات تصل إلى الساعات أو يوم كامل كانت عنوان 2010م وفي رمضان الملامح أكبر ليعيش الناس أيام زمان على ضوء الشموع.
تقية- طالبة: مع اقتراب شهر رمضان وشراء المواد الغذائية نشتري «الشموع» ونعمل في حسابنا على مدفع الإفطار تحت ظلام دامس

إكرامية.. خبر كان
اللفتة الإنسانية التي جاءت أيام الانتخابات والمسماة بإكرامية رمضان.. عول عليها الكثيرون وخاصة الموظفين الصغار.. جاءت كفسحة لتفرج بعض من الضيق المعيشي ولكنها ما لبثت أن تلاشت مع حمى الانتخابات الرئاسية وتحولت إلى «منة» ودعاية يطالب بها الموظفون وهي من ِأساسيات حقوقهم.
فاطمة القباطي- معلمة: الإكرامية الرمضانية ولو أنها لا تعمل شيئا في ظل هذه الأوضاع إلا أننا نقول ستساعد في توفير بعض الاحتياجات الأساسية، ومع ذلك لا تزال في خبر كان ننتظرها.. كهلال شهر رمضان.
محمد الجابري- موظف: المفترض أن تقتصر الإكرامية على شريحة الموظفين الصغار أما الكبار فيكفيهم رواتبهم.. وهذا جزء من الخلل الحكومي.
لا نستبق الأحداث فلو صادف شهر رمضان «انتخابات» لكان هناك إكرامية.
الإكرامية التي ينتظرها الكثيرون يحرم منها أيضا المواطنون الذين لا دخل لهم وليسوا موظفين في السلك المدني أو العسكري ويعانون من الفقر والعوز.. فأين هم حتى من الإكرامية.. والحسنات الرئاسية في ظل الارتفاع الجنوني للأسعار.

يا حكومة.. رمضان كريم
اليمن تعيش حالة انهيار غير معلن في ظل هذه الأوضاع والتجاهل الرسمي للصرخات المتتالية.. للحالة التي تمر بها اليمن وارتفاع في عدد الفقراء والجياع التي امتلأت الشوارع بهم.
رمضان انطلاقه دائمة للخير ولعودة الإنسانية إلى منابعها الحقيقية لتلامس حاجة الناس وتفرج همومهم فتلكن الإكرامية الحقيقية لحكومة الأزمات، التخفيف عن المواطنين أوجاعهم الرمضانية، وبدلا من ارتفاع الأسعار ترتفع مرتباتهم وتصلح الأوضاع الاقتصادية المتدهورة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.