دفعت الحرب التي أشعلها الحوثي وصالح نساء كثر للعمل خارج المنزل لتأمين سبل العيش والحياة. فالحرب التي قتلت العديد من الرجال، من بينهم زوج فاطمة علي -ترك لها 5 أطفال- اضطرتها للخروج إلى العمل لإعالة أسرتها وتأمين حاجيات أبنائها. وبحكم ضعف مستواها التعليمي، اتجهت فاطمة للطباخة في المنزل، وهي المهنة الوحيدة التي تتقنها بسبب شغفها بها منذ الصغر وقدرتها على إعداد المأكولات والحلويات. ورغم البداية الصعبة إلا أنه بفضل عملها النظيف والمتقن أصبحت تستلم العديد من الطلبات ثم أصبحت تقوم لاحقاً بدورات تدريبية في فن الطبخ موجهة للفتيات الراغبات في التعلم. وبسبب ثقة الناس بجودة ما تقدم من مأكولات، لم تجد فاطمة صعوبة في التسويق فأصبحت تعتمد على تمويل الإعلانات على صفحتها "بالواتس" في وسائل التواصل الاجتماعي. وفي قصة مشابهة لفاطمة، اضطرت" صباح" وهي سيدة متزوجة برجل أعمال أفقدته ظروف الحرب كل أمواله للخروج إلى العمل لمساعدته والوقوف بجانبه. بدأت صباح بإنشاء محل صغير لتجهيز المناسبات ورغم الصعوبات التي واجهتها في البداية، خاصة افتقادها للتجربة في العمل، إلا أنها تمكنت من فرض نفسها في السوق وكونت بعدها مكتب خاص لتجهيز المناسبات والأعراس واستطاعت تشغيل فتيات أخريات إلى جانبها. ولفتت إلى أن الهدف من تأسيس المشروع في البداية كانت مساعدة زوجها، وتعزيز ثقتها بنفسها وتأكيد قدرتها على النجاح واعطاء نماذج قوية كنساء تحدين ظروف الحرب ونجحن في ذلك. يذكر أن النساء اليمنيات اكثر فئة تعاني من ويلات الحرب التي جعلت أعداداً كبيرة منهن بين نازحات أو أرامل وفقدن أبناء أو أقارب في الحرب، بالإضافة إلى إعالة الأسر المحتاجة بتوفير ما يطعمها في ظل فقدان الكثير من الرجال مصادر دخلهم أو وقوعهم ضحية مباشرة للحرب. وفي صنعاء يمكن رصد انتشار للنساء اللواتي اضطررن للعمل لتوفير ما يطعمن به أطفالهن , فرغم كل مآسي الحرب لا تزال المرأة اليمنية هي نبض الحياة المستمر فيها.