في الوقت الذي تعيش فيه الغوطة الشرقية في سوريا أدمى أيامها، حيث التهم الموت حياة أكثر من 250 شخصاً في 48 ساعة، وافقت الكويت على طلب روسيا بعقد جلسة طارئة مساء الخميس بشأن الغوطة الشرقية. ودعا كل من الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس، ومفوض الأممالمتحدة لحقوق الإنسان، الأمير زيد بن رعد الحسين، والرئيس الفرنسي إيمانيول ماكرون، الأربعاء، إلى وقف فوري للقتال في الغوطة الشرقية حيث يشن النظام السوري حملة ضربات عنيفة. وقال غوتيريس أمام مجلس الأمن الدولي الأربعاء: "أوجّه نداء إلى كل الأطراف المعنيين من أجل تعليق فوري لكل الأعمال الحربية في الغوطة الشرقية لإفساح المجال أمام وصول المساعدة الإنسانية إلى جميع من يحتاجون إليها". وأشار غوتيريس إلى أن "400 ألف شخص في الغوطة يعيشون جحيما على الأرض"، مطالباً بوقف فوري للنار في الغوطة وفتح ممرات إنسانية. وتابع: "علينا تجنب نشوب النزاعات بدلا من معالجتها بعد وقوعها". وأفاد دبلوماسيون أن مجلس الأمن سيصوت في الأيام المقبلة على مشروع قرار يفرض وقفا لإطلاق النار يستمر شهرا في سوريا. وفي وقت لاحق، دعت روسيا إلى عقد جلسة علنية لمجلس الأمن الخميس لبحث الموقف في الغوطة الشرقية حيث تشن قوات النظام حملة قصف على الجيب المحاصر الخاضع للمعارضة قرب دمشق. وقال السفير الروسي بالأممالمتحدة فاسيلي نيبنزيا في كلمة بالمجلس المؤلف من 15 عضواً "هذا ضروري نظراً للمخاوف التي سمعنا بها اليوم حتى نتأكد من قدرة جميع الأطراف على عرض رؤاهم وفهمهم لهذا الموقف والوصول إلى سبل للخروج منه". من جهته، قال مفوض الأممالمتحدة لحقوق الإنسان، الأمير زيد، إنه يجب على المجتمع الدولي إنهاء "حملة الإبادة الوحشية" في الغوطة، مضيفاً: "ينبغي وقف الأعمال القتالية في الغوطة الشرقية فورا لمنع قتل المدنيين في جماعات". وشدد الأمير زيد على أن "أي اتفاق سياسي بشأن الغوطة الشرقية يجب ألا يتضمن النزوح القسري للمدنيين". وأشار إلى أن الأممالمتحدة وثقت مقتل 346 مدنيا وإصابة 878 في الغوطة الشرقية منذ 4 فبراير/شباط معظمهم في ضربات جوية على مناطق سكنية. وقال الأمير زيد في بيان "القانون الإنساني الدولي صيغ بإحكام لوقف مثل هذه الأوضاع التي يذبح فيها المدنيون بشكل جماعي من أجل تنفيذ أهداف سياسية وعسكرية". بدوره، طالب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بإعلان هدنة في الغوطة الشرقية، مندداً "بشدة" بهجوم النظام السوري على "المدنيين" في هذه المنطقة. وصرح ماكرون للصحافيين بعد محادثات مع رئيس ليبيريا جورج ويا: "فرنسا تطلب هدنة في الغوطة الشرقية بهدف التأكد من إجلاء المدنيين وهو أمر ضروري، وإقامة كل الممرات الإنسانية التي لا بد منها، في أسرع وقت". وأضاف أن "فرنسا تبقى ملتزمة بالكامل في إطار التحالف الدولي في سوريا لمكافحة الإرهابيين، ولكن ما يحصل في الغوطة الشرقية اليوم هو بوضوح، مدان بشدة من جانب فرنسا". وتابع ماكرون: "بذريعة مكافحة الإرهابيين، فإن النظام مع بعض حلفائه قرر أن يهاجم سكانا مدنيين وربما بعضا من معارضيه". وقال أيضاً: "لهذا السبب فإن فرنسا تطلب هدنة في الغوطة الشرقية.. نطلب إذن التنفيذ الفوري لقرار الأممالمتحدة في هذا الصدد". ويشن النظام السوري منذ الخامس من شباط/فبراير هجوما واسع النطاق على الغوطة الشرقية قرب دمشق ما يؤذن بقرب عملية عسكرية برية لاستعادة السيطرة عليها.