أكد وزير الخارجية اليمني عبدالملك المخلافي أن ممارسات الحوثيين في ملف المعتقلين تعبير عن سقوط أخلاقي وقيمي وديني وإنساني، وإن لم يغلقوا هذا الملف فإنهم سيستمرون في إجرامهم وحربهم بدون وازع أو دين أو إنسانية حتى يستطيع شعبنا التخلص منهم وإنهاء كل المآسي الكثيرة التي تسببوا فيها. واضاف المخلافي – في مقال له نشرته صحيفة الخليج –" أن مشعلوا الحروب يفقدون القيم والمعاني التي تميز البشر، لكنهم أول من يفقدوا إنسانيتهم وأحد مظاهر فقدان الإنسانية عدم المبالاة بمصائر البشر، ومن مظاهرها انتزاعهم من حياتهم الآمنة إلى الموت، وانتزاعهم من منازلهم وأهاليهم إلى المعتقلات وأماكن الاختطاف والإخفاء القسري والتعذيب. وأكد أن "آلاف المعتقلين والمختطفين والمخفيين قسراً يتعرض أهلهم لآلام لا توصف، وفي مقدمة هؤلاء القادة الأربعة محمود الصبيحي وناصر منصور هادي وفيصل رجب ومحمد قحطان المختطفين والمعتقلين والمخفيين قسراً منذ ثلاث سنوات". واضاف: ولهذا كنت حريصاً منذ توليت رئاسة الجانب الحكومي في المشاورات مع الانقلابيين أن تكون قضية المعتقلين والمختطفين والمخفيين قسراً في مقدمة الجهد للوصول إلى حل سياسي ينهي الانقلاب ويؤدي إلى إيقاف الحرب. كان يقيني أننا إذا استطعنا أن نحقق اتفاقاً في هذا الملف فإننا نكون قد جعلنا من أشعل الحرب وهم الحوثيون في مرحلة استعادة إنسانيتهم وإذا استعادوا إنسانيتهم. وأشار المخلافي الى أن ما كان يدفعنا للإسراع بالسعي للإفراج عن المعتقلين لدى الحوثيين" ما كشف من خلال بعض المفرج عنهم من أخبار فظيعة ومرّوعة عن التعذيب الذي يتعرض له المعتقلون ومازال قائماً حتى الآن، وهو تعذيب غير معهود بهذه البشاعة وهذا الحجم وهذا الشمول من قبل، كما أن وجودهم في معتقلات وأماكن احتجاز مجهولة وغير شرعية أو معروفة كان دافعاً آخر". وكشف وزير الخارجية في مقاله عن مصير القادة المختطفين الاربعة حيث قال:"كانت إحدى قضايا المناقشات التي وجهنا بها مذكرة رسمية مكتوبة للمبعوث الأممي، وطالبنا أن يرد عليها الطرف الانقلابي رسميا، ما هو مصير القادة الأربعة؟ وأين هم الآن؟ وكيف يُنظم لزيارتهم؟ تهرب الحوثيون كثيراً عن الجواب، ثم قام محمد عبدالسلام (عبدالسلام فليته) رئيس وفد الحوثي بالانتحاء بي جانباً، وقال لي إن محمود الصبيحي موجود وهو بخير وكذا فيصل رجب وكانت هناك معلومات متداولة عنهم تقول ذلك أيضا، أما بالنسبة لشقيق الرئيس هادي اللواء ناصر منصور (السبعيني)، الذي لم يكن معروفاً مصيره حتى ذلك الوقت فقد قال لي عنه: هو بخير ويتناول أدويته باستمرار وأريدك ان تطمئن الرئيس هادي بذلك، وكانت هذه أول معلومة عنه. أما مصير الرجل المدني محمد قحطان، فقد قال إنه لا يعرف مصيره وحاولت أن أعرف هل لا يعرف مصيره أم أنه غير مخول بأن يكشف عن مصيره؟، تناقض الرجل ثم أصر بالنهاية أنه لا يعرف عنه شيئا وأن من يعرف عنه واحد أو اثنين هو ليس منهما (في إحدى المرات توصل المبعوث الأممي السابق إسماعيل ولد الشيخ أحمد إلى أن مصير قحطان ليس إلا بيد عبدالملك الحوثي فقط)، بعد ذلك أصررت على طرح الموضوع علناً أمام الفريقين والمبعوث وأن يتم تنظيم زيارة لهم والرد حول محمد قحطان خلال فترة حددناها بعد نقاش بين أسبوع وأسبوعين، واتفقنا على ذلك وهذا ما لم يحدث حتى الآن. وأضاف: يمكن الحديث طويلاً عن هذا الملف الذي كان محل اهتمام دون توقف من الحكومة لكنه لم يكن بذات القدر من المجتمع الدولي الذي ربما نظر إلى أن جماعة الحوثي ليسوا إلا عصابة مدانة، وبالتالي كل شيء منها متوقع، كما أنه مازال الاهتمام به أقل من اللازم من الناشطين وخاصة في مجال حقوق الإنسان، وهو أقل من قبل المجتمع، ربما لأن أفراده، وخاصة في مناطق سيطرة الحوثيين يشعرون بأنهم هم أيضا تحت الاعتقال والخطف. مشيرا الى أن أمهات وزوجات وأخوات المعتقلين وحدهن يتحركن دون الرجال مدفوعات بالألم والمعاناة والشعور بالخيبة لغياب الرجال، وسيبقى هذا الملف الأساس لبناء الثقة.