أكدت الحكومة اليمنية، عدم إحراز أي تقدم في تنفيذ اتفاق ستوكهولم، بعد مضي أكثر من أربعة أشهر، بسبب تهرب الميليشيات الحوثية من استحقاقات السلام، وممارسة المزيد من التعنت والصلف، وإتباع تكتيك المماطلة، لاستثمار معاناة الشعب اليمني، للحصول على مكاسب سياسية و عسكرية، وتنفيذ مشروعها السلالي الطائفي. جاء ذلك في كلمة مندوب اليمن الدائم لدى الأممالمتحدة، السفير عبدالله السعدي، خلال جلسة مجلس الأمن الدولي المنعقدة اليوم الاثنين، حول اليمن. ودعا مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته و الحفاظ على مصداقيته وتنفيذ قراراته المتصلة بالحالة في اليمن و ممارسة مزيد من الضغط على الميليشيات الحوثية لتنفيذ اتفاق ستوكهولم الذي يعد محور الاهتمام و حجر الزاوية في العملية السياسية. كما طالب بتحديد الطرف المعرقل لهذا الاتفاق لأن خيار الفشل سيؤدي إلى قتل آمال اليمنيين في تحقيق السلام المستدام و إنهاء الصراع. واستعرض السعدي الجهود الكبيرة التي بذلتها الحكومة لإحلال السلام المستدام، ومشاركتها في العديد من جولات المشاورات برعاية الأممالمتحدة، وتعمد ميليشيات الحوثي وبتحريض ودعم من ايران إفشال هذه المشاورات وإفراغها من مضمونها وتقويض فرص السلام من خلال رفضها تنفيذ ما تم الاتفاق عليه وآخر تلك الاتفاقات اتفاق ستوكهولم. وقال " تعاملت الحكومة اليمنية بإيجابية مع جهود الأممالمتحدة عبر مبعوثها الخاص إلى اليمن، و عبرت عن موافقتها على كل المقترحات و الخطط، المتصلة بتنفيذ إعادة الانتشار، و منها الخطة التي قدمها الجنرال لوليسغارد في 18 فبراير 2019 و التي تتكون من مرحلتين، و موافقة الحكومة اليمنية على البدء في تنفيذ المرحلة الأولى على أن يتم البدء في اتخاذ التدابير و الإجراءات المتعلقة بمعالجة المسائل الأمنية". وأضاف "و في لقاءه مع المبعوث الخاص للأمين العام، وفي ضوء رفض تلك الميليشيات لتنفيذ إعادة الانتشار، قدم فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية رؤيته لمعالجة المسائل الأمنية، المتمثلة في تشكيل آلية ثلاثية مشتركة حظيت بترحيب المبعوث الخاص والجنرال لوليسغارد، ورفض لتلك الخطة من قبل الميليشيات الحوثية". وأشار مندوب اليمن لدى الأممالمتحدة، الى عمل ميليشيا الحوثي على عرقلة عمل لجنة تنسيق إعادة الانتشار في الحديدة، واستهدافها بقذائف الهاون والطائرات المسيرة والكاتيوشا لمقر الاجتماعات المشتركة، مع رئيس اللجنة في انتهاك صارخ وتحدٍ واضح لجهود الأممالمتحدة، و رغبة واضحة ومتعمدة لإفشال اتفاق الحديدة وعملية السلام برمتها. وأكد إن الحوثيين لا يعرقلون تنفيذ اتفاق الحديدة فقط، بل و يرفضون أيضًا تنفيذ اتفاق اطلاق سراح الأسرى و المعتقلين والمحتجزين تعسفياً والمخفيين قسرياً والموضوعين تحت الإقامة الجبرية، وهو الاتفاق الوحيد الموقع والذي تم التوصل إليه قبل جولة السويد.. مشيرا الى محاولة الميليشيات الحوثية التلاعب بالاتفاق الذي نص على إطلاق سراح "الجميع مقابل الجميع" لجني المكاسب من خلال المقايضة على حساب معاناة المعتقلين وأسرهم، وشدد على انه لا مجال للمساومة السياسية في هذا الملف الإنساني.