أثارت الخطوة التي أقدمت عليها الأممالمتحدة، والمتمثلة بتقديم الدعم للمليشيات الانقلابية تحت يافطة نزع الألغام، استياءً واسعًا في أوساط اليمنيين، الذين اتهموها بمساعدة الحوثيين في زراعة المزيد من الألغام كونهم الجهة الوحيدة التي تزرع الألغام والمتفجّرات في البلاد. وأعلنت الأممالمتحدة، الثلاثاء، عبر برنامج الأممالمتحدة الإنمائي عن منح ميليشيات الحوثي 20 سيارة رباعية الدفع، تحت يافطة دعم برنامج نزع الألغام. وقال البرنامج إنّه سلم ، 20 سيارة لشريكه المركز التنفيذي لنزع الألغام (خاضع لسيطرة الحوثيين) بهدف دعم الجهود المستمرة في الحديدة (إزالة الألغام). واعتبر حقوقيون أن تسليم الاممالمتحدة عشرين سيارة للمليشيات يعد اشتراكاً بجريمة قتل متعمدة تشترك فيها الاممالمتحدة مع مليشيا الحوثي من خلال تزويدها بقدرات لوجستيه لتقتل المدنيين بمزيداً من الالغام. الكاتب والمحلل السياسي عبدالله اسماعيل قال " بدلا من موقف واضح من الأممالمتحدة لمنع جماعة الحوثي وإجبارها على التوقف عن جريمة زراعة الألغام تشجعه على ذلك". وأضاف تقديم الاممالمتحدة دعم للميلشيات هي رسالة مفادها " كلما زرعت ألغاما اكثر دعمناك اكثر ، الأممالمتحدة شريك اصيل في قتل اليمنيين". أحمد الصالح قال إن أربع سنوات لم تقدم الأممالمتحدة شيء للمناطق التي تم تحريرها وزرع فيها الحوثي الألاف من الألغام وحصدت ولازالت تحصد اوراح الكثير من المدنيين. وتابع" اليوم الأممالمتحدة تمول ألغام الحوثي في المناطق التي لا يوجد لغم واحد مزروع فيها وسيستخدم الحوثي هذا الدعم في المجهود الحربي ضدنا وبأموال دولية". أما حساب الباحث عن الحقيقة فعلق على تويتر قائلا" " من يدري لعلنا غدا نرى "اليونسيف" ينظم دورات ثقافية تحث الأهالي على رفد مليشيات الحوثي بتجنيد أطفالهم بدلاً عن حماية الطفولة، فقد تحول دور الأممالمتحدة ومنظماتها باليمن بعكس شعاراتها الإنسانية". وكانت صحيفة سعودية قد كشفت في وقت سابق أن الاممالمتحدة ورغم علمها بأن المتمردين الحوثيين يقومون بزراعة الألغام، إلا أنها دعمت هذه الميليشيات بنحو 14 مليون دولار، بحجة نزع الألغام التي زرعتها المليشيات وذهب ضحيتها آلاف النساء والأطفال. وقالت صحيفة الوطن نقلا عن مصدر مطلع إن هناك دعم مباشر من قبل الأممالمتحدة للميليشيات الحوثية تحت غطاء برامج مكافحة زراعة الألغام وأن الأممالمتحدة تتحمل الجزء الأكبر مما حدث من خسائر بشرية ومادية بسبب الألغام ، والتي ذهب ضحيتها آلاف النساء والأطفال، لافتا إلى أن عملية الدعم جاءت بشكل سري عبر برنامج ما يعرف بنزع الألغام الذي تتبناه المنظمة الأممية. وتشير الإحصائيات الحكومية إلى وجود ما يقرب من ألفي قتيل من المدنيين وآلاف آخرين من الجرحى جراء الألغام في السنوات الثلاث الأخيرة، فضلاً عن الضحايا من العسكريين والمسلحين الذين لا تتوفر إحصائيات مستقلة بشأنهم. وتعد تعز من بين أهم المدن اليمنية المزدحمة بالسكان والمتأثرة بصورة مباشرة من الألغام وهي المدينة التي حولتها المليشيات إلى حقل ألغام. وتجاوز عدد القتلى من المدنيين في المدينة بسبب الألغام 465 قتيلاً بينهم ما يزيد على 120 طفلاً و85 امرأة. وهناك 905 مصابين بينهم 275 من الأطفال و183 من النساء.