سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
علماء وخطباء ذمار يستنكرون فتاوى علماء صالح بتحريم التظاهرات اعتبروها مخالفة للشرع وألغت حقوقاً قانونية مكفولة دستورياً وقانونياً ومسيئة إلى شهداء الثورة اليمنية..
استنكر علماء وخطباء محافظة ذمار ما ورد في البيان المنسوب إلى جمعية علماء اليمن والذي تضمن تحريم المظاهرات والاعتصامات، وسائر الطرق السلمية في التعبير عن الرأي، وأعطى مبرراً للمرتزقة، وضعفاء النفوس لقتل أبناء الشعب اليمني الذين خرجوا للمطالبة بحقوقهم المشروعة. واعتبروا ذلك البيان الصادر عن جمعية علماء اليمن سابقة خطيرة في التاريخ، ولا يمثل كل صادق تقي تهمه مصلحة بلده. وتساءل علماء وخطباء ذمار في بيان لهم: لماذا تأخر اجتماع العلماء إلى هذا التوقيت بالذات وقد مر على هذه الأحداث التي تمر باليمن ثمانية أشهر؟ وهل يليق بعلماء الدين الذين نيطت مصالح الأمة ببيانهم أن يكونوا أداة في يد الحاكم يجمعهم حين يريد ويستغني عنهم حين يريد، وهل يعي الموقعون عن الله حرمة دم المسلم الذي أباحوا سفكه، وأنه أعظم حرمة من حرمة الكعبة المشرفة. ودان البيان –حصلت الصحوة نت على نسخة منه- ما يقوم به بقايا النظام من استخدام بعض العلماء والوعاظ كورقة سياسية يزايد بها على خصومه السياسيين، وبما يجعلهم عرضة للمهاترات الإعلامية ولسهام التجريح والنقد الجارح، بينما يقوم الإعلام الرسمي بفري لحوم العلماء المخالفين، في حملة تشويه لم يسبق لها مثيل. وشكر علماء ذمار كل أعضاء جمعية علماء اليمن الذين رفضوا الحضور، وكل من حضر وانسحب من المؤتمر احتجاجا، وكل من اعترض أو أبدى استياءه في المؤتمر أو بعده، آملين من الآخرين أن يلحقوا بالركب. وأكد علماء وخطباء ذمار أن دماء المسلمين جميعاً معصومة إلا بحقها، سواءً الأحرار والحرائر في الساحات، أو غيرهم من رجال الأمن، واستنكروا ما يقوم به بعض المرتزقة وضعفاء النفوس من رجال الأمن، من قتل الشباب الطاهر في الساحات أو المسيرات، وباستخدام الأسلحة المختلفة، وبصورة بشعة لم يشهد العالم مثلها، وذكر البيان هؤلاء أن محكمة العدل الإلهية لهم بالمرصاد، ودعوا إلى تقديم كل المتورطين إلى العدالة ليقول القضاء فيهم كلمته. وأبدوا استغرابهم من الموقعين على البيان الذين صاروا ملكيين أكثر من الملك، ففي حين حرموا المظاهرات والاعتصامات، كانت مقابلة صالح في اليوم التالي مع إحدى الصحف تتضمن قوله: "إن المظاهرات والاعتصامات حق مشروع لكل يمني" وتابع البيان "وهو لم يأت بجديد فهذا هو نص القانون الذي بموجبه كان العقد بينه وبين الشعب". وأكد علماء ذمار أن ما يقوم به الشباب في ساحات الحرية والتغيير المختلفة، في أنحاء الجمهورية يعتبر ثورة حقيقية ضد الظلم، وتصحيح للثورات اليمنية العظيمة التي قام بها أبطال وأحرار اليمن واستغلها المفسدون لتحقيق أهدافهم الشخصية والأسرية، مشيرين إلى أن الشباب حين قاموا بما قاموا به كان يحدوهم هدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم المحارب للظلم بكافة صوره وأشكاله، وأن ما يقومون به لا يخرج عن كونه ضرب من ضروب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حيث والتظاهر والاعتصام ليسا إلا وسيلة من وسائل تحقيق ذلك، "فكيف وقد كفلهما القانون اليمني نصاً وروحاً". ونوه البيان إلى أن رسالة العلماء رسالة سامية، وفضلهم في الشرع لا يخفى إن أحسنوا فيما عملوا، واستقلال العالم فيما يصدر منه من فتوى شرط في قبولها، لافتاً إلى أن جمعية علماء اليمن هي جمعية رسمية غير مستقلة، ولا تشمل علماء اليمن ولا بعضهم، وتجتمع متى أراد النظام لها أن تجتمع، وتتفرق حين يريد لها أن تتفرق. وأضاف متسائلاً "لماذا لم يجتمع أعضاء الجمعية حين سفكت الدماء أنهاراً في ساحة الجامعة، وجولة كنتاكي، ورئاسة الوزراء، ومحافظة أبين وتعز، ومديريتي أرحب ونهم، وغيرها من أراضي اليمن؟ ولماذا لم نسمع العلم قولاً مع ارتفاع الأسعار وانطفاء الكهرباء شبه الدائم وأزمة الوقود، وما لحق ذلك من فوات المنافع والنفوس؟ ولماذا لم تجتمع حين قصفت الطائرات الأمريكية أهدافاً يمنية على الأراضي اليمنية وانتهكت سيادة البلد لتقتل العشرات من الأبرياء؟" وقال بيان علماء وخطباء ذمار "إن تحريض المؤتمرِين على شباب اليمن وتأليبهم رجال الأمن عليهم مساعدة في الظلم ومشاركة فيه ونصرة للظالم وخذلان للمظلوم". وأكد على ما جاء في بيان علماء الأزهر وعلى ألسنة كبار علماء اليمن من رد لمضمون الفتوى المذكورة وأنها جاءت في توقيت حدده النظام ليدشن حربه الشاملة ضد الشعب اليمني وجاء مؤتمرهم ليشعل فتيلها، ولمخالفتها ما هو معلوم من الدين بالضرورة من وجوب حفظ النفوس ورعاية كرامتها، وألغت حقوقاً قانونية كفلها الدستور والقانون اليمني لسائر أبناء الشعب، إلى جانب إساءتها إلى أرواح شهداء ثورة 26 سبتمبر و14 أكتوبر، وإساءتها إلى شعوب عربية شقيقة منّ الله عليها بنجاح ثورتها وطهرت أراضيها من الاستبداد والمستبدين.