أعلنت لجنة "نوبل" في النرويج منح جائزة نوبل للسلام 2011 لثلاث نساء، هن: الكاتبة الصحفية والناشطة اليمنية توكّل كرمان، والرئيسة الليبيرية إيلين جونسون سيرليف، وداعية السلام الليبيرية ليما غبوي. يذكر أن كرمان هي أول امرأة عربية تفوز ب"نوبل" على الإطلاق ، وقالت كرمان إن الجائزة فوز للنشطين المطالبين بالديمقراطية في اليمن وأنهم لن يستسلموا إلى أن ينالوا كامل حقوقهم في يمن ديمقراطي حديث.
وجاء في بيان أصدرته الأكاديمية السويدية ( لجنة "نوبل" ) - الجمعة -أن منح الجائزة للنساء الثلاث جاء تكريمًا لهن على "نضالهن السلمي لسلامة النساء وحق المرأة في المشاركة بعمل بناء السلام." وأضاف البيان أنه "لا يمكن تحقيق الديمقراطية والسلام الدائم في العالم ما لم تحصل النساء على الفرص عينها التي يحصل عليها الرجال في التأثير على التطورات في مختلف مستويات المجتمع".
يشار إلى أن كرمان صحفية و ناشطة حقوقية بارزة في الحركة الاحتجاجية اليمنية، وعضو في مجلس شورى التجمع اليمني للإصلاح،قادت نحو مائة اعتصام أمام مجلس الوزراء اليمني لمناصرة قضايا حقوقية مختلفة منذ عام 2007. فيما تعد سيرليف أول رئيسة تنتخب ديمقراطيًا في أفريقيا، وساهمت منذ وصولها إلى الرئاسة عام 2006 في إحلال السلام في ليبيريا والترويج للتطور الاقتصادي والاجتماعي وتعزيز وضع النساء.
أما غبوي فقد عبأت ونظمت النساء لإنهاء الحرب الأهلية الطويلة في ليبيريا وضمان مشاركة المرأة في الانتخابات، وهي تعمل على تعزيز تأثير النساء في غرب أفريقيا خلال وبعد الحرب. وكان الناشط في مجال حقوق الإنسان الصيني ليو شياوبو قد فاز بجائزة نوبل للسلام العام الماضى تكريمًا له على "نضاله الطويل في مجال حقوق الإنسان الرئيسية في الصين."
يذكر أن جائزة نوبل للسلام هي إحدى جوائز نوبل الخمس التي أوصى بها "ألفريد نوبل"، وقد منحت في المرة الأولى في العام 1901، وتقدر قيمتها بعشرة ملايين كرونة سويدية أي ما يعادل 1.5 مليون دولار. وكانت توقعات المراقبين كانت تؤكد اتجاه الجائزة هذا العام لتكريم "ربيع الثورات العربية "ورشت أسماء وائل غنيم وأسماء محفوظ و حركة 6 ابريل بالإضافة إلى أسماء أخرى من المدونين التونسيين لدورهم في الثورة التونسية.
وقالت كرمان في حديث لقناة الجزيرة من ساحة التغيير معقل الثورة في العاصمة اليمنية صنعاء يوم الجمعة أن هذا النصر هو للشباب أولا وأخيرا وان اليمنيين النشطاء يحتشدون هنا لينالوا الحرية والكرامة وان ثورة الشباب تطالب بكامل الحقوق. واستطردت "أن مشروع الحرية والكرامة للشعوب العربية أصبح شيئا يعترف به عالميا... هذا هو فوز الشباب أولا وأخيرا نحن سنعمل من اجل انتزاع حريتنا وكرامتنا الكاملة غير منقوصة ولا حرف."
وتعهدت باستمرار الحركة السلمية قائلة "السلام هو الحل الذي لن نتركه ولا نتجه نحو أي اتجاه آخر نحو العنف. لن يهزمنا لا عبد الله صالح ولا بشار الأسد ولا غيرهما من الدكتاتورية في وطننا العربي" . وكانت كرمان من النشطاء البارزين منذ أن بدءوا اعتصامهم في ساحة التغيير بوسط صنعاء في فبراير شباط مطالبين بتنحي صالح الذي يحكم اليمن منذ 33 عاما.
وأصبحت كرمان صوتا للاحتجاجات الشعبية على شاشات التلفزيون العربية وتقدم لها تقارير عما يحدث على ارض الواقع في ساحة التغيير الواقعة أمام جامعة صنعاء حيث قتلت القوات اليمنية بالرصاص عشرات النشطين.
وقالت كرمان في تصريحاتها يوم الجمعة "لن نخون دماء الشهداء لن نخون جراحهم." وذكرت كرمان أن كل اليمنيين الذين تعرفهم سعدوا سعادة بالغة بالجائزة. وقال عبد الباري طاهر وهو من زعماء المحتجين في صنعاء "اليمن دخل التاريخ بفضل توكل كرمان. إنها تستحق الجائزة" لأنها ظلت تكافح من اجل حرية شعبها.
وقالت كرمان "نحن الآن على أعتاب مرحلة جديدة مرحلة الفترة الانتقالية التي سنرى فيها يمنا مدنيا حديثا ديمقراطيا.. هذا هو العهد الذي نعاهد عليه الشباب." وأضافت "أهدي هذه الهدية للشهداء وللجرحى ولكل شباب الثورات العربية وكل شباب الربيع العربي."