خرجت يوم أمس في مدينة ذمار مسيرة غاضبة للتنديد بالمجازر الإجرامية التي يواصل صالح ونظامه العائلي ارتكابها ضد المتظاهرين السلميين، كما تحول مهرجان كرنفالي للاحتفاء بذكرى ثورة أكتوبر إلى هتافات غاضبة طالبت بإعدام صالح وأبناءه. وأكدت المسيرة الحاشدة على استمرار الثورة حتى إسقاط النظام كلياً، والقبض على صالح ومعاونيه وتقديمهم للعدالة لينالوا جزائهم، ورفعت لافتات دعت لاستمرار التصعيد الثوري السلمي، وإفشال المخططات الإجرامية لصالح، والرامية إلى إشعال الحروب والفتن، وسفك الدماء.
وجابت المسيرة شوارع المدينة مرددة هتافات غاضبة، استنكرت صمت المجتمع الدولي إزاء مذابح صالح، وطالبته بموقف حازم يوقف هذه المجازر، ويحيل مرتكبيها وعلى رأسهم صالح وأبناءه إلى محكمة الجنايات الدولية كمجرمي حرب.
ودعت مجلس الأمن إلى اتخاذ قرار ينتصر لإرادة الشعب اليمني في إسقاط الديكتاتور، ووقف جرائمه، وفرض عقوبات على نظام العائلة الدموي، وكشف الغطاء عنه، تمهيداً لمحاكمته.
وتعهدت المسيرة بالوفاء لدماء الشهداء الأبرار، والسير بالثورة السلمية حتى تحقيق النصر، وتقديم كل المجرمين للمحاكم، كما أكدت على الصمود أمام آلة القتل الجماعي التي تقوم بها قوات علي صالح.
وفي ساحة التغيير شهد الآلاف المهرجان الكرنفالي والخطابي والفني احتفاءً بالعيد ال48 لثورة 14أكتوبر المجيدة. وحيا صالح الكاش الضالعي في كلمة شباب الثورة، صمود أبناء اليمن الأحرار، والشعب العظيم والحضاري، الذي ظل يصوره صالح بأنه شعب متخلف طوال فترة حكمه.
وأضاف "لقد بات واجباً علينا اليوم وفي هذه المناسبة الوفاء للشهداء الذين رووا بدمائهم تربة اليمن وشجرة الحرية، وحملوا راية العز والكرامة لليمن"، مشيراً إلى أن ثورة أكتوبر لم تكن وليدة الصدفة، لكنها جاءت حاملة أهدافاً عظيمة، وأن أبناء ثوار أكتوبر كان لهم شرف انطلاق أول حركة احتجاجية سلمية لرفض الظلم والاستبداد في الجنوب، ثم الانخراط في الثورة السلمية التي وحدة الشعب اليمني تحت مطلب واحد هو إسقاط النظام الذي أساء للشعب شمالاً وجنوباً.
وأوضح الكاش أن من الوفاء لسبتمبر وأكتوبر إعادة الاعتبار لأهداف الثورتين التي تجاوزها النظام المستبد وحولها لاحتفالات موسمية، معلناً حكماً ملكياً بغطاء ديمقراطية صوري، وتابع "وها هو النظام الذي تشدق بالوحدة يمارس الانفصال ويجعل من أسرة صالح حاكمة على اليمن، ويقتل المتظاهرين السلميين في عدن والضالع بذريعة التشطير، وفي صنعاء وتعز بذريعة التآمر على اليمن والوحدة".
من جانبه قال القيادي في مشترك ذمار ناصر محمد مجلي أن ما حدث في صنعاء من مجازر ارتكبها نظام صالح الذي يقتل الأطفال والنساء تحت غطاء المبادرة الخليجية، وفي ذكرى ثورة أكتوبر، أكبر دليل على أنه نظام لا يحترم الشعب، وهو قادر فقط على تحويل الأفراح إلى مآتم.
وأضاف "إن المسيرة الثورة التي انطلقت في فبراير لاسقاط النظام العائلي المستبد، هي امتداد لثورتي سبتمبر وأكتوبر المجيدتين"، وأشار إلى أن الفارق بينهما أن الدماء التي سفكها نظام صالح أكثر بكثير من الدماء التي سفكت في سبتمبر وأكتوبر، كون علي صالح وعائلته تجاوزوا القوانين الدولية والمحلية، وأصبحوا يرتكبون مجازر إبادة في حق الإنسانية.
وأردف مجلي "وما ارتكبه نظام صالح من مجازر لم تكن لتحدث لو أن المجتمع الدولي والإقليمي رفع الغطاء عنه صالح وعائلته واتخذوا موقفاً لصالح الشعب اليمني لوقف حمامات الدم".
وأكد أن نظام صالح يراهن على الوقت ظناً منه بأن الثوار سيتعبون ويعودوا إلى منازلهم دون أن تتحقق أهدافهم، واستدرك "ولقد خاب ظنه ألف مرة" وخاطب الثوار "لقد اثبتم للعالم ولهذا النظام أنكم صامدون صابرون في الساحات حتى اسقاط النظام ومحاكمته على جرائم القتل والاختطافات".
وقال مجلي أن ثوار اليمن ضربوا أروع الأمثلة في التضحية والفداء من أجل الوطن، وحققوا نصراً مؤزراً بسلميتهم المثلى، واظهروا الصورة الحضارية للشعب العظيم، بعد أن شوهه صالح من أجل ابتزاز المجتمع الدولي وتوريث السلطة.
وندد بيان ثوار ذمار الذي تلاه عادل سيف -مدير مكتب السياحة- بمجازر صالح الدموية، وتعهد بأن صالح وأبنائه وكل المجرمين لن يفلتوا من العقاب.
وتخلل الحفل قصائد شعرية وأوبرت غنائي لفرقة التغيير، أعد بمناسبة عيد أكتوبر، كما أدى عشرات الشباب عروضاً ورقصات شعبية.