أعلن المجلس الوطني الانتقالي دفن جثمان العقيد معمر القذافي وابنه المعتصم فجر اليوم في مكان سرّي في ليبيا، فيما يستعد سيف الإسلام للهروب إلى خارج البلاد. ونقل مراسل الجزيرة عن مصادر من المجلس الانتقالي قولها إن عددا من أقارب القذافي من سرت صلوا عليه بحضور ممثلين عن المجلس المحلي والمجلس العسكري لمدينة طرابلس بعد فتوى رئيس المجلس الأعلى للإفتاء صادق الغرياني بالتعامل مع الجثة وفق الشريعة الإسلامية. وأرجع بعض المراقبين إحاطة مكان دفن القذافي بالسرية إلى "الحرص -على ما يبدو- على ألا يكون قبره رمزا". وكان مسؤولو المجلس قد ذكروا في وقت سابق أن القذافي سيدفن في مكان مجهول في الصحراء لينهوا خلافا بشأن جثته التي بدأت تتحلل، ونقل جثمان القذافي وجثمان ابنه المعتصم مساء أمس الاثنين من موقع عرضهما للجمهور في مصراتة لدفنهما. وقال مسؤول من المجلس الوطني الانتقالي لرويترز إن جثمان القذافي -الذي قتل الخميس الماضي في سرت في ظروف لا تزال غامضة- سيدفن اليوم في مكان ما بالصحراء المفتوحة في مراسم دفن بسيطة يحضرها مشايخ دين. وأضاف أن تحلل الجثمان وصل إلى حد يتعذر معه بقاؤه معروضا. وأنهى قتل القذافي الذي كان يبلغ من العمر 69 عاما ثمانية أشهر من الحرب مما أدى إلى إنهاء فترة متوترة استمرت شهرين منذ أن سيطرت قوات المجلس الوطني الانتقالي على العاصمة طرابلس. إلى ذلك أكد مسئول في المجلس الوطني الانتقالي في لبيبا إن سيف الإسلام نجل العقيد الراحل معمر القذافي ما زال في البلاد، ولكنه يستعد للهروب إلى الخارج، وذلك بعد يوم من تهديده بمواصلة ما وصفه بمقاومة الحكومة الانتقالية. وأوضح المسؤول في اتصال هاتفي مع وكالة رويترز أن سيف الإسلام موجود في الصحراء قرب الحدود مع النيجر والجزائر، ويخطط للهرب باستخدام جواز سفر مزور. وحدد المسؤول مكان سيف الإسلام في منطقة غات، مشيرا إلى أنه تم تزويده بجواز سفر مزور من منطقة مرزوق. غير أنه قال إنه يصعب تعقب تحركات سيف الإسلام ومنعه من عبور الحدود، لأن المنطقة يصعب مراقبتها وتطويقها، مشيرا إلى أنها تحتاج إلى طائرات حربية. وأضاف أن اعتراضه وتعقبه يتطلب قوة كبيرة من القوات، وهو أمر بالغ الصعوبة، حسب تعبيره، لأن المتوفر فقط بعض الدوريات الصغيرة من المقاتلين. وقال أيضا إن الرئيس السابق لمخابرات القذافي عبد الله السنوسي هو أيضا على الحدود في تلك المنطقة لتنظيم خروج سيف الإسلام. وكان نجل القذافي قد تعهد الأحد في تسجيل صوتي بثته قناة الرأي التي تبث من سوريا، بمواصلة القتال ضد الحكومة الانتقالية في ليبيا وقوات حلف شمال الأطلسي (ناتو).