إننا ينتابنا الحرج حينما نكتب عن عصابة اليهود المغتصبين لأرض فلسطين، وهم سبب هذا الحرج إذ سموا أنفسهم (إسرائيل) وكما نعلم فإن هذا الاسم خاص بنبي الله (يعقوب) عليه السلام. استنكر البشر والحجر والشجر الحصار المضروب على غزة، فتطوعوا لفك الحصار عنها، تطوع نخبة من كل بلد وقاموا بالهمة منطلقين من تركيا، ولكن مجموعة الفيران المتحكمة في أرض فلسطين، أرض فلسطين، أرض الأنبياء التي يسيطر عليها قتلة الأنبياء، وهناك أراد مجموعة الفيران هذه أن يثبتوا للعالم شجاعتهم وبطولتهم، ولكن كيف تتصدى الفيران لبني آدم لقد وجدوا في هذه الحالة فرصتهم الذهبية. فهم يعملون علم اليقين أن القادمين لا يحملون سلاحاً ولا شيء من ذلك سوى الدقيق والرز والزيت والكساء والدواء، وللفيران وزارة دفاع ولهم جيش وكوماندوز قرر الفيران اعتراض القافلة فاستخدموا البحر والجو، وإذا عجب القادمون لهذا الحشد الهائل وسألوا لماذا هذا الحشد وضد من، فاعتبر الفيران أن هذا مقاومة فتصدوا لها بما يملكون من أسلحة، وخلّفوا قتلى وجرحى، وأضاف "النتن" إلى خزي الجُبْن خزي الكَذب، فقال: لقد وجدنا أنفسنا مضطرين للدفاع عن أنفسنا، وقد أنكر العالم كله شرقه وغربه هذه الجريمة وأصبح مجموعة الفيران في مأزق، وكان لتركيا موقف يكشف هذا إلى الدول العربية التي مازالت سابحة في أحلامها وتبحث عن مسوغ للمفاوضة مع هذا العدو الجبان الرعديد، العدو الذي لا يمكن أن يفي بوعد أو يحترم عهداً. وقد كان مضحكاً إذ تصدى الفيران للأبطال العزل وفتشوهم وكان المدجج منهم بالأسلحة من رأسه إلى رجله كان يرتعد وهو يفتش من لا يملك حتى سكيناً، وكم يحز في النفس أن مجموعة الفيران قد أرادوا أن يأمنوا على أنفسهم فربطوا القادمين، ربطوا أيديهم إلى خلف ظهورهم وهم في هذا يشبهون قول الشاعر: "إذا رأي غير شيء ظنه رجلاً" فإلى متى سيظل العالم الذي بقي فيه ذرة من حياء إلى متى سيظل يتفرج على تصرفات مجموعة الفيران المسماة دولة إسرائيل. أرادوا بما عملوا أن يثبتوا بطولتهم فأثبتوا جبنهم المخزي وذلهم الفاضح، وهكذا أراد الله أن يظهر هؤلاء الفيران على حقيقتهم ليعرف العالم كله حقيقتهم، إنه لأمر مثير للضحك ومثير للغضب في نفس الوقت.