قرر رئيس «المجلس الوطني لقوى الثورة» اليمني المعارض محمد سالم باسندوه الموجود في منطقة الخليج حالياً، قطع جولته التي حملته إلى دول عدة. ونقل باسندوة عبر صحيفة «الحياة» قوله «قررنا أن نعود إلى صنعاء خلال ساعات، بناء على إلحاح زملائنا الذين خضعوا لضغوط كبيرة من سفراء الولاياتالمتحدة ودول الاتحاد الأوروبي».
وأوضح باسندوه أن قرار العودة يأتي «لإسقاط أي ذريعة يحاول نظام (الرئيس) علي عبد الله صالح التعلل بها، وهي ذريعة غيابنا عن الوطن في مهمات نقوم بها في الخارج، ونحن ندرك كل الإدراك أننا لسنا في فسحة أو نزهة في الخارج، وإنما نجري اتصالات ونعقد اجتماعات مع مسئولين كبار في دول المنطقة».
وأكد المعارض اليمني أنه سيلتقي عقب عودته مبعوث الأممالمتحدة جمال بن عمر، منوهاً بموقف الموفد الدولي الذي كان هدد قبل أيام بالمغادرة في حال عدم تجاوب النظام مع جهوده، ووصف هذا الموقف بأنه «جيد ويحمد له، وهو أقل ما يفرضه الواجب نحو شعب يعاني من القتل اليومي».
وأعلن باسندوه أنه يعتزم أن يزور قريباً دولاً عربية وغير عربية تلقى دعوات منها، مشيراً في شكل خاص إلى مصر وليبيا وتونس، وقال في هذا الإطار: «أحيي من قلبي المناضل الكبير رئيس حزب النهضة التونسي الشيخ راشد الغنوشي على تصريحاته الرائعة التي نشرتها «الحياة» أمس، وهو كان زار اليمن غير مرة ولم يخف مشاعره الصادقة نحو اليمنيين».
وكشف انه يُعد لمقابلة الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي قريباً «لمطالبته بإحالة ملف اليمن على الجامعة العربية لتتخذ قرارات حاسمة وحازمة تجاه النظام على غرار ما اتخذته في شأن سورية». وسألته «الحياة»: هل ستغيرون بعد عودتكم من جولتكم الخليجية مواقفكم في شأن الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية؟ فقال: «سنظل عند موقفنا الذي أعلناه مراراً وتكراراً، وهو أنه يجب أن يوقع علي عبد الله صالح المبادرة الخليجية قبل أي حديث عن الآلية المزمنة (الآلية التنفيذية)، ومن دون توقيعه لا يمكن الانتقال إلى الآلية».
وشدد على أن النظام «يعرف حق المعرفة أن صلاحيته انتهت، وعليه الرحيل والقبول بالأمر الواقع، وسنظل دوماً مع جماهير شعبنا الثائرة في كل ساحات وميادين التغيير، وسنحترم إرادتها ونخضع لمطالبها العادلة والمشروعة».
وفي إشارة تحذيرية لافتة، قال باسندوة : «نخشى أن تصبح المبادرة الخليجية غير مقبولة لدى الشباب اليمني الثائر في الساحات إذا استمر حال القتل، لأن ما يجري يستند إلى بند في المبادرة الخليجية يوفر للنظام الحصانة التي لم تعد مقبولة عند المواطن لأن النظام أمعن في القتل».
وكان مسئول من المعارضة قال يوم الأحد أن صالح يحاول إحباط مهمة مبعوث الأممالمتحدة جمال بن عمر لتنفيذ المبادرة الخليجية المدعومة من الأممالمتحدة بالإصرار على البقاء في السلطة إلى حين إجراء انتخابات جديدة، ورفض إعادة هيكلة الجيش والأمن.
وقال مسئول المعارضة " يريد صالح الاحتفاظ بكل سلطاته لحين انتخاب رئيس جديد وهذا مرفوض من المعارضة وبسبب هذا ستفشل مهمة مبعوث الأممالمتحدة." وبموجب "آلية عملية" اقترحها بن عمر سيتنحى صالح على الفور ليجري تشكيل حكومة وحدة وطنية قبل إجراء انتخابات رئاسية مبكرة. وسيتم إنشاء هيئة لإعادة هيكلة القوات المسلحة والأمن.