توفي مساء أمس الاحد المواطن "محمد العزي قابل" والد الصحفي الشهيد "عبدالله قابل" وذلك بعد تدهور حالته الصحية إثر اختطافه من قبل المليشيات الحوثية بمدينة ذمار، مع أبنائه الأربعة، والذي أفرجت عنه المليشيات مؤخراً بعد أن ساءت حالته الصحية في السجن جراء التعذيب والمعاملة غير الإنسانية، التي تلقاها هناك. اعتقال العزي قابل كان اعتقاله في الساعة العاشرة من صباح يوم الأربعاء 15 أبريل المنصرم، بعد أن طوقت المليشيات الحوثية منزله بمدينة ذمار بعد منتصف الليل واقتحمته بعصابة مدججة بالسلاح، وكسرو باب المنزل، وأفزعوا كل من فيه، وقاموا بتفتيشه والعبث بكل محتوياته، وسرقوا أجهزة الكمبيوترات التابعة لأبنائه، وكاميرا نجله الشهيد "عبد الله قابل" وجوالات الأسرة كاملة، وذهب النسوة، ومبلغ من المال. واستمر بهم تمشيط المنزل وتفتيشه حتى العاشرة من صباح ذلك اليوم، وأثناء مغادرتهم اختطفوه مع أبنائه الثلاثة وهم الصيدلي عبد الرحمن، وعبد الرزاق، ومحمد اصغرهم سناً، واسامة ابنه الرابع تم اعتقاله خلال أيام قليلة من اعتقالهم، ونقلوهم جميعاً إلى أحد السجون السرية التابعة لهم بمدينة ذمار.
التعذيب الذي تعرض له بعد نقله الى السجن مع أبنائه الأربعة، تم اخفائهم قسراً في أحد السجون السرية التابعة للمليشيات الحوثية بمدينة ذمار، ومارسوا بحقه ابشع أنواع التعذيب النفسي والجسدي، والذي كان يتم تعذيب أبنائه امامه، كنوع من الامعان في تعذيبه نفسياً، وكان يتم تعذيبه امام أبنائه، كنوع من التعذيب النفسي لأبنائه. وتنوعت أساليب التعذيب له ولأبنائه في السجن كالتعليق للأعلى ، والضرب بالعصي والاسلاك الكهربائية، وكسر الأصابع، والصعق بالكهرباء، وتمزيق الجلد بأدوات حادة، إضافة إلى ظروف السجن السيئة الأخرى، والمتمثلة في بحرمانهم من الاكل والشرب لأيام كاملة، وان توفر الاكل او الماء أحياناً فهو بكميات قليلة جداً وملوث بشكل كبير، ولا يطاق ابتلاعه من الفم.
تدهور حالته الصحية وبعد مضي قرابة الأسبوع من اعتقاله، واستمرار التعذيب النفسي والجسدي له، واحتجازه في ظروف سيئة جداً داخل السجن، ومنعه من تناول أدويته الخاصة بالأمراض المزمنة التي كان يعاني منها، تدهورت حالته الصحية بشكل كبير، ما اضطر الحوثيون لإطلاق سراحه، لكي يلفظ أنفاسه الأخيرة خارج السجن.
وفاة العزي قابل لم يستمر طويلاً بعد خروجه من السجن، بل أيام قليلة فصلته عن وفاته، إذ فارق الحياة مساء أمس الاحد متأثرا بالتعذيب والمعاملة القاسية الذي تلاقاها في سجون المليشيات الحوثية، ليلحق بابنه الصحفي الراحل" عبدالله قابل " والذي استشهد في العام 2015، بعد ان وضعته المليشيات الحوثية درعاً بشرياً في أحد المواقع العسكرية التابع لها، والذي تعرض لقصف جوي، أدى إلى مقتله مع رفقية الصحفي يوسف العيزري واخرين، وليكن الاب هو الثاني من عائلته الذي تقتله المليشيات الحوثية، فيما بقية أبنائه الاربعة لازالوا يواجهوا مصيراً مجهول في غياهب سجون المليشيات الحوثية.
استنكار واسعة للجريمة واستنكر صحفيون وناشطون وحقوقيين جريمة امعان المليشيات الحوثية في قتل أسرة المواطن "محمد العزي قابل"حيث قال الصحفي سام الغباري في تغريدة له على صفحته في الفيسبوك "اليوم توفي والد الشهيد الخالد عبدالله قابل، سجنه حمود عباد وعبدالمحسن الطاووس بداخل ثلاجة تبريد لإجباره على الحديث عن مكان ابنه "اسامه" فيما أبنائه الاخرين مختطفين في سجونها، وبهذا فقد أطفاء "حمود عباد" حياة عائلة يمنية لانهم يمنيون فقط، كانت هذه جريمتهم الوحيدة" وكتب الناشط الحقوق والإعلامي محمد عبد الخالق الرداعي في صفحته بالفيسبوك "يتحمل الحوثيون في محافظة ذمار المسؤولية الكاملة بخصوص وفاة الوالد "محمد العزي قابل" المفرج عنه قبل أيام والذي تعرض هو أبنائه الأربعة قبل شهرين للاختطاف، والاخفاء القسري، والتعذيب الجسدي والنفسي ما أدى إلى تردي حالته الصحية حتى فارق الحياة، والا يزال أبنائه الأربعة خلف جدران السجون"
منظمة حقوقية تدين الجريمة وفي بيان أصدرته رابطة أمهات المختطفين بذمار، نعت فيه المختطف المفرج عنه " محمد العزي قابل"، وكذا أدانت الرابطة ما تعرضت له اسرة "قابل" حيث جاء في البيان: إننا في رابطة أمهات المختطفين بذمار ندين بشدة ما تعرضت له أسرة" محمد العزي قابل" من اختطاف للأب وابناءه الأربعة وتعرضهم للإخفاء القسري ومداهمة منزلهم ومصادرة كل تلفوناتهم وأجهزت اللابتوبات وتهديد النساء والأطفال بالاختطاف وتفجير منزلهم. وقالت إن ما تمارسه جماعة الحوثي المسلحة بحق أسرة قابل من انتهاك يرقى لجرائم حرب مكتملة الأركان. وطالبت الرابطة منظمات حقوق الإنسان والأمم المتحدة والمنظمات المحلية مساعدة أسر الضحايا والضغط على جماعة الحوثي المسلحة بسرعة الإفراج عن أبناء المتوفي محمد قابل المختطفين في سجونها وليست أسرة قابل الوحيدة التي طالتها انتهاكات جماعة الحوثي المسلحة. وكان إصلاح ذمار قد نعى قابل، مؤكداً أن مثل هذه الجرائم لن تسقط بالتقادم وسيتم ملاحقة مرتكبيها ولو بعد حين، حتى ينالوا جزاهم الرادع.